0 تقييم
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
لَسْتَ أَنْتَ الّذي تَتَكلَّمُ، بَلْ هيَ
0
كيف أَشْفي جُرُوحي منَ اللّيلِ ؟!
– لا تَشْفِها ،
واكْبَرا .. رَجُلًا ، وجِراحًا معًا .
* * *
نَشْوَةٌ ما ، تُحَرِّكُكَ الآنَ
لا السَّقْفُ فوقَكَ ، لا الأَرْضُ تَحْتَكَ ...
هل كُنْتَ في غُرْفَةٍ ؟!
فإذًا ، أَينَ جُدرانُها الآنَ ؟!
صارَ وُجودُكَ يَخْفَى كثيرًا
وصارَ .. قليلًا يَلُوْحُ !
.
.
أنتَ جسْمٌ منَ الأَرْضِ
تَنْبُتُ فيكَ الحَناظِلُ حِينًا
وَحِينًا يَسِيْلُ بكَ الشّهْدُ ...
هذا ربيعُكَ فيكَ تَنفَّسَ
فاعْرِفْ لهُ حَقَّهُ
وتَحَمَّلْ مَذاقَ المَراراتِ فيهِ ...
سَتَبْلو طُعُومَ الحياةِ على ما
يُصَبُّ بِكأْسِكَ منها
وتَبْلُو وجودَكَ مُعْتَكِرًا /صافيًا
ما نباتٌ بها باقيًا .. لا يَصُوْحُ
.
.
نَشْوَةٌ ما ، تَدُلُّ عليكَ الفَناءَ
بلَيْلِكَ هذا
لها – مثْلَ كُلِّ مُطَوَّقَةٍ –
مَنْطِقٌ غامِضٌ
ولِسانٌ فَصِيْحُ
.
.
تَضَعُ الرّيحُ في اللّيلِ رُوْحًا وتَرْفَعُها
أَنْتَ تَعْرِفُ أَنّاتِ ما
رِيْعَ مِنْ وَتَرٍ فيكَ ،
تَعْرفُ فَوْراتِ هذا الحنينِ .. وَتَزْفُرُها
ظَلَّ ، منذُ زمانٍ ، يَغيْبُ ويَرْجِعُ هذا الحنينُ
وظَلْتَ بهِ الحيَّ والمَيْتَ ...
كُلُّ حَنينٍ – تَفَشّى بِلَيلٍ– مَسِيْحُ !
.
.
نَشْوَةٌ ،
لستَ أَنْتَ الّذي تَتَكلَّمُ ، بلْ هيَ !
نارٌ ونورٌ معًا هيَ ،
فلْتَتَبَخَّرْ على مَهَلٍ
وانْتَشِرْ في رذاذِ الحياةِ الّذي
يَتَلأْلأُ حينَ تَنَفَّسُ ...
ما ثَمَّ إلّا الكلامُ الّذي صَبَّ روحًا بِجِسْمِكَ
صُبَّ به أنْتَ جِسْمَكَ
وامْتَزِجا لَذّةً فوقَ سَطْرٍ مَهِيْضٍ
تُذَرِّيهِ –مِنْ لَذَّةٍ بَعْدُ– رِيحُ
.
.
ليس أَجْدَى بهذي الحياةِ الّتي
هيَ في غُرْفةٍ أَنْتَ فيها
سِوَى أنْ تَخُطَّ وتَمْحوَ ...
خُطَّ ،إذًا، نَشْوَةً قدْ مَحَتْكَ تَمامَ تَمامِكَ ما
بينَ جُدرانِها ،
خُطَّها ،
بِسُهولِكَ فيها وُحُزّانِها
يا لَمَحوِ الحياةِ الّتي
تَحْدُثُ الآنَ حولَكَ/ فيكَ بِنَفْسٍ
وغُرْفَتِها .. طَرَفَ اللّيلِ !
يا لَوُجودَيْكُما الأَمْرَضَيْنِ !
ولا يُرْتَجَى لَكُما بُرْهَةٌ
مِنْ شِفاءٍ يُرِيحُ !
.
.
غُرْفةٌ / نَشْوَةٌ
حَمَلَتْكَ على وهَنٍ عُمْرَها
وعلى وَهَنٍ أَنْبَتَتْكَ لِتُكْمِلَ نُقْصانَها بالقصائدِ
كَمْ هَدْهَدَتْكَ بأَنْفاسِها لتكُوْنَ لها سَكَنًا !
يا لَهُ سَقَمًا
أنْ تُساكِنَها دُونَما مَلَلٍ !
أَنْ تُقاسِمَها مَحْوَ جُدْرانِها ،
ويُذَرّيْكَ في لَيْلِها الأَشْقِيانِ :
الشّجَى الحَيُّ
ثُمّ الحنينُ الذّبِيحُ !
.
.
غُرْفةٌ / رُقْيَةٌ
وبِقِلّةِ ذاتِ يَدٍ أَغْدَقَتْ لِحَياتِكَ أَمْتارَها
واكْتَفَتْ ،كَرَمًا، بِحَواشي الفراغِ
ولمْ تُلْقِ بالًا
لهذي السّماواتِ والأَرْضِ تَدْخُلُ
فيها .. وتَخْرُجُ ... !
قُلْ لي متى سَيَعُوْدُ إلى نَفْسِهِ الكَوْنُ إنْ
ظَلَّ يأْتي ويَعْتادُ هذي اللّذاذاتِ ؟!
قُلْ لي متى سَيُفيْقُ ،
ويُكْمِلُ أَعْمالَهُ خارجًا .. ويَسيْحُ ؟!
غُرْفَةٌ أَفْسَدَتْكَ كما أَفْسَدَتْهُ بِشَهْوَتِها !
غُرْفَةٌ / خَبَلٌ
كُلُّ مَنْ عاقَرَتْهُ انْتَشَى
فهْوَ فيها المريضُ الكسِيْرُ / المُعافَى الصّحيحُ
.
.
ما الّذي يَفْعَلُ الكَوْنُ فيها ؟!
ولا شيءَ فيها سِواكَ ، ومَكْتَبَةٍ
جُلُّها في بَقِيَّةِ بَيْتِكَ !
مِثْلَكُما الكَوْنُ نَشْوانُ
غَيّرَ مِهْنَتَهُ ساعةً ، واسْتراحَ منَ
الدَّوَرانِ
ومُنْتشِيانِ هُنا أَنْتُما وطَرِيْحانِ
والكَوْنُ مِثْلَكُما
خادِرٌ –فَرْطَ طَعْنِ النّدى– وطَرِيْحُ
.
.
نَشْوَةٌ ما ، تَفُوْرُ بِلَيْلِكَ
فامْلأْ وجودَكَ منها
وشُدَّ عليهِ إلى مُنْتَهَى العَتَماتِ ،
لِآخِرِ خَيْطِ ظَلامٍ يُسَلُّ بهِ ،
ولِأَقْصى الّذي يَتَطايرُ مِنْ تِبْرِها .. ويَفُوْحُ
.
.
غُرْفةٌ / رَغْوَةٌ
أينَ غُرْفَتُكَ الآنَ والكَونُ ؟!
أَوْ أَيْنَ أَنْتَ بهِ وبها ؟!
قَلَّبَتْكَ اللّذاذاتُ ،مِثْلَ المراراتِ، في مَذْقِها
فَتَقَلَّبَ فيكَ وُجودُكَ مُشْتَبِهًا :
رُوحُكَ الآنَ جِسْمٌ
وجِسْمُكَ –ما شِئْتَ– رُوْحُ !
.
.
مِثْلُكَ اللّيلُ مُمْتَلِئٌ بالنُّدوبِ وأَدوائِها
فَكأَنّكُما –وسَواسِيَةً–
نَشْوَةٌ تَتَأَلَّمُ
أَوْ
أَلَمٌ
يَنْتَشي .. وَيَبُوْحُ
* *
كيفَ أَشْفي جُرُوحي مِنَ اللّيلِ ؟!
- لا تَشْفِها ،
إنَّ أَجْمَلَ ما فيكَ
هذي الجُرُوحُ
شتاء ٢٠٢١م.