أَعِدُ الموتَ أَنّي.. سأَخْذُلُهُ - مهند ساري | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.


1934 | 0 | 0 | 0




رُبّما لن أَكونَ غدًا ههُنا/
..
الحمامُ الذي كنتُ رَبّيْتُهُ
ليكوْنَ قميصَ البلادِ الخفيفَ
هَوَى بينَ سَحْري ونحْريَ مُنْطَفِئًا
لم يَعُدْ عالقًا ريشُهُ.. في أَقاصي السَّنا
..
وترابي الذي بِنَدى القَلْبِ رَقّقْتُهُ
سوف يذْبُلُ،
لن.. يُنْبِتَ السّوْسَنا
..
عاصفٌ ومخيفٌ شتائي الذي
كنتُ يومًا لهُ نارَ ليلٍ تلَظَّى،
وها قد خَبَتْ
ثُمَّ صِرْتُ لأَضْلاعِهِ حَطَبًا واهِنا
..
والجبالُ التي زُرْتُها زهْرَةً نَزَفَتْ
سَتَظَلُّ هنالكَ راسيةً مثْلَما وُلِدَتْ
وسَتَنْسى معَ الوقتِ جُرْحيَ
تَنْسى.. بأَنّي نَزَفْتُ عليها دمًا
مثْلَ أَوْجاعِها.. ساخِنا
..
سوفَ تَخْلو هُنا غُرَفٌ مِنْ حَفيفِ
رؤايَ
وتخلو المَمرَّاتُ مِنْ نَمْنماتِ خُطايَ
وَيَنْسُلُ هذا الفراغُ ظلاليَ حتّى
كأَنّيَ ما كنتُ حيًّا
-هنا تحْتَ سَقْفٍ طَريِّ الفؤادِ-
ولا ..كائِنا !
..
أَنْتَ نَذْرٌ لِوَحْدَتِكَ الأبديّةِ
زادُكَ جُمّارةُ الكلماتِ التي
قد وقَفْتَ على بابها لثلاثينَ عامًا
وظَلْتَ لأَصْداءِ إيقاعِها
ولأَنّاتِ أوجاعِها .. سادِنا
..
أَكَلَ النّمْلُ وقْتَكَ/
كان الطّريقُ الطّويلُ طويلاً بِما
سوفَ يكْفي لكي تَتعَلَّمَ...
ماذا تَعَلَّمْتَ؟ ماذا؟
سِوى أَنْ تُحِبَّ، وتَبْقَى على
دينِ هذا النّدى – ورياحينِ أُمِّكَ –
مُسْتَمْسِكًا.. مُؤْمِنا
..
ومَعَ الكلماتِ كبِرْنا معًا في الحياةِ
أنا وبلادي التي انْتَبَذَتْ في الجراحِ
نزيفًا قصيًّا...
ضَرَبْتُ لها موْعدًا في الضّبابِ فَلَمْ
أَرَها بينَ أَزْهارِهِ البِيْضِ
ثُمَّ اتَّخَذْتُ طريقَ الحنينِ لها سَرَبًا
بين أسْمائها.. والكُنَى
..
يا حياةُ ضَمِنْتُ لقلبي حياةً هناكَ،
ضَمِنْتُ سريرًا صغيرًا بِلا وَجَعٍ وحروبٍ
وبيتًا كبيرَ الفؤادِ ضَمِنْتُ
لأَرْفَعَهُ لمنامي قَفيرًا
وأَجْعَلَهُ مَوْطِنا
..
أَعِدُ الموتَ أَنّي سأَخْذُلُهُ
سوف أَخْذُلُهُ ههُنا زَمَنا
لن أُسدِّدَ دَيْنَ حياتي لَهُ
لن أَموتَ كما يَشْتهي
وسَيَبْقَى على غُصّةٍ حينَ
أَرْحَلُ...
مُسْتَيْئِسًا خاسِرًا سوفَ يَبْقى
ومُنْفَطِرًا.. دائِنا !
..
ثُمَّ يكْفي إذا ذكَراني خليلايَ
إنْ بَكَياني قليلاً وقالا:
لقد عاشَ في ظِلِّ (أَثْلَتِهِ/ الكلماتِ)
جميلاً كما ينبغي ،
وفتًى دامِعَ القلبِ...
لو لم يَكُنْ شاعرًا
كانَ في ظلِّها.. شادِنا
..
رُبَّما سوفَ يَفْتقِدُ الكلماتِ التي
كنْتُ أَكْتُبُها.. شاعرانِ :
النّدى ... وأَنا !
..
لنْ أَكونَ غدًا ههُنا
لن أَكونَ
غدًا
ههُنا







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




لا تكُنْ عاطفيّاً
( 2.9k | 0 | 0 )
ألواح من أيام الطُّوْفان لشاعر مجهول-
( 2.1k | 0 | 0 )
منزل أول
( 2.1k | 0 | 2 )
بماذا تفكر
( 1.9k | 0 | 0 )
ما اسم هذا الشيء
( 1.9k | 0 | 0 )
لم لا أستطيع مع الوقت نسيانها
( 1.7k | 0 | 0 )
أخي في القصيدة
( 1.7k | 0 | 0 )
تذكرت
( 1.6k | 0 | 0 )
ضباب على الماء
( 1.6k | 0 | 0 )
في الغرفة الاخرى
( 1.6k | 0 | 0 )
أُغْنيةٌ بيْضاء للدُّوريّ/ كِذْبَةٌ بيضاءُ لي
( 1.6k | 0 | 0 )
أنظم وقتي لفوضاي
( 1.6k | 0 | 0 )
وحش البحيرة
( 1.6k | 0 | 0 )
قُرْعَة
( 1.5k | 0 | 0 )
حفريات جديدة في تل قديم
( 1.5k | 0 | 0 )
رمانة إبراهيم
( 1.5k | 0 | 0 )
صرت ما كنت أخشى
( 1.5k | 0 | 0 )
ستَّ عشرةَ أَيقونةً إلى حسن
( 1.5k | 0 | 0 )
هي ترقص
( 1.5k | 0 | 0 )
هُوَ قيسُ الأخير
( 1.4k | 0 | 0 )
في الحروب
( 1.4k | 0 | 0 )
أزور دمشق
( 1.4k | 0 | 0 )
للطّائرات أَقول
( 910 | 0 | 0 )
لا أَفْهَمُ الدُّعْسُوق
( 489 | 0 | 0 )
لِتَبْكِ الحمامَه
( 470 | 0 | 0 )
عن شَجَرِ الجميل
( 343 | 0 | 0 )
هكذا الكلماتُ تفْعَل
( 334 | 0 | 0 )
كَسَلٌ عاطفيّ
( 297 | 0 | 0 )
فقط اخْرُجْ
( 294 | 0 | 0 )
كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق
( 278 | 0 | 0 )
خَلُّوا طريقَ الكلامِ لهُ
( 218 | 0 | 0 )
سَرَطان
( 170 | 0 | 0 )
لا تُسَمِّ بلادَكَ
( 128 | 0 | 0 )
نُزولًا إلى طَبَرِيّا كأَنّكَ تَصعَدُ
( 98 | 0 | 0 )