هي ترقص - مهند ساري | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.


1468 | 0 | 0 | 0



هي تَرْقُصُ. دائرةُ
الضّوءِ أَوْسَعُ من هذه الأَرْضِ،
أَضْيَقُ مِنْ حُلُمٍ يَتَفَتّحْ

تَرْفَعُ الطّيْرَ، تَخْفِضُ
تلكَ السّماءَ.. وتَمْرُقُ بينهُما
هكذا هيَ: جِسْمٌ
تَمَرّسَ بالرّيحِ والظّلِّ
تَعْرِفُ إيقاعَها حينَ تَتْبَعُهُ
ثُمّ تَتْرُكُهُ خلْفَها لاهثاً
تَتْبَعُ الضّوْءَ فيها وتَتْرُكُهُ/
ليلُها هُوَ إيقاعُها.
تَتْبَعُ اللّيلَ فيها وتَتْرُكُهُ/
نفْسُها هيَ إيقاعُها
وخُطاها هنالكَ خلْفَ رُؤاها
حنِينٌ مُجَرَّحْ

سوفَ تَصْعَدُ للسّفْحِ في ريشَتَيْنِ
وتَهْبِطُ في دَرَجِ الكُحْلِ مِثْلَ الحمامةِ
تَنْسى مع الوقْتِ حتّى خُطاها
وتَلْتَفُّ بالغيمِ:
لا تُبْصِروا جَسَدي، بَلْ هَيُوْلايَ
إذْ تَتَفَتّحْ
هُنا، الآنَ، عن جَسَدي الرّطْبِ..
كمْ كانت الأَرضُ عاريةً
تحْتَ أَقدامِ لارا،
وكمْ كانت الرّيحُ أَوْضَحْ !

قلتُ: لا أَعْرِفُ النّهْرَ إلاّ
نشاطاً دَؤُوباً لكينونةِ الماءِ،
فلْتَدْفعيني بموجِكِ نحْوَ المَصَبِّ
ارْفَعيني بموجِكِ للحُبِّ في الجبْهةِ
العاطفيّةِ
إنّ السّلامَ يؤدّيْ بنا للجُنونِ المُسَلّحْ
فلا تَجْنَحي نَحْوَهُ حين أَجْنَحْ
حاربيني،
خُذيني أَسيْرَ الكواكِبِ في اللّيلِ،
ولْتَرْقُصي معَ نَجْماتِهِ الخُضْرِ فوقَ
الحديقةِ
فاللّيلُ، يا بِنْتُ، مَسْرَحْ

كنتُ جُمهورَ لارا هنالكَ
وَحْدي،
وظلَّتْ معَ اللّيلِ تَرْقُصُ/
لارا ارْحَمي اللّيلَ لَوْ مرّةً
لينامَ، ارْحَمينا معاً من دلالِ
العواطِفِ في جَسَدٍ قَهَرَ الجاذبيّةَ:
لا ماءَ يَجْري فيُسْمَعَ حين تَخفّينَ
صاعدةً، ههُنا، في الأَعالي مع الرّيحِ...
حتّى ولا طيرَ يَصْدَحْ

ثُمّ في آخِرِ اللّيلِ غادرْتُ وَحْدي
وظَلّتْ هنالكَ تَرْقُصُ
ظَلّتْ، وظَلَّ كذلك كالطِّفْلِ
قلبيَ يَرْقُصُ
كم غرَّبتْهُ الرّياحُ، هنالك، عن
جَسَدي وتُرابي
وكم كانَ شاخَ على
عَجَلٍ.. وَتَرَنَّحْ !

هيَ تَرْقُصُ في نفْسِها الآنَ
حينَ تنامُ،
وتحْيا على نَغَمٍ ليس يَسْمَعُهُ غيْرُ
لارا البعيدةِ عنّا / المُقيمَةِ كالخيطِ في
نَوْلِها
غيرِ آبِهَةٍ بالحديقةِ مِنْ حَوْلِها
وَبِجَوْقَةِ هذي البَراعمِ
وهْيَ تنادي لتُرْزَقَ مِنْ ظِلِّها
حين تَسْمَحْ !

تلكَ لارا تعيشُ لِلارا.. وتَمْرَحْ
وإنْ سَئِمَتْ، آخِرَ اللّيلِ، تَنْزِلُ
للنّهْرِ في نفْسِها
وتُغنّي... وتَسْبَحْ !








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




لا تكُنْ عاطفيّاً
( 2.9k | 0 | 0 )
ألواح من أيام الطُّوْفان لشاعر مجهول-
( 2.1k | 0 | 0 )
منزل أول
( 2.1k | 0 | 2 )
أَعِدُ الموتَ أَنّي.. سأَخْذُلُهُ
( 1.9k | 0 | 0 )
بماذا تفكر
( 1.9k | 0 | 0 )
ما اسم هذا الشيء
( 1.9k | 0 | 0 )
لم لا أستطيع مع الوقت نسيانها
( 1.7k | 0 | 0 )
أخي في القصيدة
( 1.7k | 0 | 0 )
تذكرت
( 1.6k | 0 | 0 )
ضباب على الماء
( 1.6k | 0 | 0 )
في الغرفة الاخرى
( 1.6k | 0 | 0 )
أُغْنيةٌ بيْضاء للدُّوريّ/ كِذْبَةٌ بيضاءُ لي
( 1.6k | 0 | 0 )
أنظم وقتي لفوضاي
( 1.6k | 0 | 0 )
وحش البحيرة
( 1.6k | 0 | 0 )
قُرْعَة
( 1.5k | 0 | 0 )
حفريات جديدة في تل قديم
( 1.5k | 0 | 0 )
رمانة إبراهيم
( 1.5k | 0 | 0 )
صرت ما كنت أخشى
( 1.5k | 0 | 0 )
ستَّ عشرةَ أَيقونةً إلى حسن
( 1.5k | 0 | 0 )
هُوَ قيسُ الأخير
( 1.4k | 0 | 0 )
في الحروب
( 1.4k | 0 | 0 )
أزور دمشق
( 1.4k | 0 | 0 )
للطّائرات أَقول
( 910 | 0 | 0 )
لا أَفْهَمُ الدُّعْسُوق
( 489 | 0 | 0 )
لِتَبْكِ الحمامَه
( 470 | 0 | 0 )
عن شَجَرِ الجميل
( 343 | 0 | 0 )
هكذا الكلماتُ تفْعَل
( 334 | 0 | 0 )
كَسَلٌ عاطفيّ
( 297 | 0 | 0 )
فقط اخْرُجْ
( 294 | 0 | 0 )
كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق
( 279 | 0 | 0 )
خَلُّوا طريقَ الكلامِ لهُ
( 218 | 0 | 0 )
سَرَطان
( 170 | 0 | 0 )
لا تُسَمِّ بلادَكَ
( 128 | 0 | 0 )
نُزولًا إلى طَبَرِيّا كأَنّكَ تَصعَدُ
( 98 | 0 | 0 )