شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.
1919 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "ما اسم هذا الشيء
" لـ "مهند ساري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "ما اسم هذا الشيء
" لـ "مهند ساري"
ما اسم هذا الشيء
0
مشاركة القصيدة
ما اسْمُ هذا الشّيءِ:
أنْ أَجْهَلَ معْنىً ما،
هُنا يَنْسَلُّ كالضوءِ
هُنا يخْفَى على الجدرانِ، في
نفْسي وفي الغاباتِ..
لا تَرْفَعُني الرِّيحُ إلى البرْقِ السّماويِّ
ولاا الماءُ هنا يَخْفِضُني فيهِ
ولا أَبْكي.. ولا أَضحَكُ
ما هذا الذي يَحْدُثُ لي
يا إلهي ؟!
ما اسْمُ هذا الشّيءِ:
أنْ تَعْرفَ شيئاً،
أنْ تذوقَ الشيءَ، أنْ
تَفْنى بهِ
ثُمَّ لا تلْقاهُ إلاّ في ظلالٍ
من خيالٍ، يَجْعَلُ المعْنى قريباً
كَيَدٍ تُمْسِكُ معْنىً، أوْ بعيداً
مثْلَ وجْهٍ غابَ في المرآةِ..
لا إيْماءَةٌ تَكْفي ولا خَفْقُ جناحٍ،
لا يَشُدّانِ إلى الأَرضِ /
إلى أَيِّ السّماواتِ انْتباهي !
ما الذي يَحْدُثُ لي
يا إلهي ؟!
ضيّعَ الماضون آثاري، ولم
يقفوا خُطىً رنَّحَها الضّوءُ،
فقلْتُ: اذْهَبْ إليهمْ، واسْنِدِ الجدْرانَ
واسْنِدْ في براريكَ قُرىً عذّبَها اللهُ
فخَرّتْ في خَواءِ اللّيلِ،
أَنْقِذْ نفْسَكَ الآنَ وأَنْقِذْهُمْ،
وآمِنْ بَدَلاً منْهُمْ
وعُدْ لي سالماً في كاملِ الغُفْرانِ
عُدْ لي بالوصايا، بِمَراياهمْ لِتُجْلى
صورةُ الوعْدِ، وعُدْ باللّبنِ الحامضِ
عُدْ لي بِرَقيمي.. وشِياهي
لا سماءٌ نسيَتْ خاتَمَها الفضِّيَّ قُرْبَ
النَّبْعِ، أَو في جَرَّةِ الزَّيْتِ
ولا ريحٌ غَفَتْ سهْواً على غُصْنِ سحابٍ!
دوَّتِ الأمطارُ في البيت وقالتْ:
سَمِّني باسْمِكَ، واخْتَرْ لونَكَ المائيَّ
وادْرُجْ في ثيابي، عارياً من أَيِّ وصْفٍ
عارياً من طينِكَ القاسي،
ومن نَبْرِ المياهِ!
ما الذي يَحْدُثُ لي
يا إلهي ؟!
ما اسْمُ هذا الشّيء في ضَحْضاحِهِ الصّافي
وفي حُمّاهُ،
في عُرْجونِ مَبْناهُ،
إذا أهْوَى إلى الظِّلِّ.. وقفّاهُ
ولم يُجْلِ لنا مَنْزِلَهُ الخافي؟!
لنا من أَمْرِهِ الأَمْرُ، لنا خُبْزُ الكفافِ
وهُوَ السّيّدُ في أَسْرارهِ/ الصّامدُ في
أُحْجِيَةِ الخَلْقِ، وفي حُجّتِهِ المُثْلى
وفي دَحْضِ اشْتباهي !
ما اسمُ ما يَحْدُثُ لي
يا إلهي ؟!
قلتُ: احْتاجُ أُسمّيْهِ لأَجْلوْ
شُبَهي الأُولَى، وأَخْضَرَّ كما
شئْتُ، هُنا، في رَمَقِ الوديانِ
يوماً طافحاً بالعُشْبِ/ لا إيقاعَ يَنْبو
في حفيفِ الشّجرِ العالي، إذا ما
دمَعَ اللّيلُ، ولا أَخْشى من النِّسيانِ،
لا أَخْشى سوى ما خبّأَ اللهُ من
الصّمْتِ بهِ
واحْتمالاتِ التّناهي !
ما الذي يحْدُثُ لي
يا إلهي ؟!
كلُّ شيءٍ غارقٌ في الوقْتِ، في
قارورةِ الدّنيا. صَرَخْتُ: اهْبِطْ
تَجِدْني أَيَّ معْنىً شِئْتَهُ!
أَيُّها الشّيءُ الذي أَجْهَلُ من نفْسي
ولا أَعْرِفُ إلاّ ظِلَّهُ في الغيْبِ يُتْلى
ما اسْمُهُ في ذاتهِ الجُلَّى،
إذا ما خَطِفَ الخَطْفَةَ
في الطّين.. وعلاّ ؟!
لا يدُ الضّوءِ هُنا تُمْسِكُهُ،
لا الحرْفُ يُبْديهِ، ويُدْنيهِ إلى
قُدّاسِهِ في الغَسَقِ المكْسورِ،
لا نارَ بهِ تُوْرَى هُدىً في وحْشَةِ
الوادي..
ولا أُشْبِهُ ما أُشْبِهُ.. من فَرْطِ التّماهي !!
هكذا يَعْبُدُ ذُلِّي عزَّهُ المجهولَ
يَدْعوني شَريكاً حينَ يُدْنيني إِلى ما
ذَرَأَ الغيْبُ من النُّوْرِ،
ويُقْصيْني طريداً في ثيابِ اللّيلِ،
وحْدي في خُطى الزُّخْرُفِ أَخْتالُ
وأكبوْ فوقَ جُرْحي .. وأُباهي !
ما الذي يحْدُثُ لي
يا إلهي ؟!
لا السّماواتُ التي رَبّيْتُ، لا الأرضُ التي
أَسْكَنْتُ فيها الحرفَ تَبْكيني، ولا أَبْكي !
كأَنِّي حاجَةُ النّسيانِ للنّسيانِ، أو
حاجةُ الضّوء إلى أَنْفاسِهِ في
أَبَدِ اللّيلِ، شهيقاً يابساً
يَمْخَرُ الصّمْتَ ولا يُبْصِرُ، لا
يَقْدِرُ أن يَقْدِرَ، أنْ يدْنوَ من ذِكرَى
وأَنْ يهْبطَ نفْسي.. لاكْتناهي !
سَمِّهِ لي
سَمِّهِ، لو مَرّةً !
سمِّهِ لي.. يا إلهي !
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)