شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.
1499 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "صرت ما كنت أخشى
" لـ "مهند ساري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "صرت ما كنت أخشى
" لـ "مهند ساري"
صرت ما كنت أخشى
0
مشاركة القصيدة
سوف أَجْني ثمارَ التّجارِبِ في
آخِرِ العُمْرِ.../
قلتُ لنفْسيَ في أَوّلِ العُمْرِ
في مَيْعَةِ الأَوّليّاتِ
إذْ كنتُ طفْلاً غَريراً.. مُغَرَّرْ
كان وجهيَ يطفو على الماءِ،
والرّيحُ تَحْمِلُ ظلِّي لخِفّتِهِ
وتُلوِّحُ بي وبهِ عالياً بينَ
تلكَ الكواكبِ
مثْلَ قميصِ السّماءِ المُعَطَّرْ
قُلْتُ: أَدْخُلُ من بابةِ الطّينِ
- والطّينُ دفترُ رسْمي الصّغيرُ –
رسمْتُ الكواكبَ هاربةً كالظّباءِ منَ
الذِّئْبِ.../
يا ذِئْبُ من أَين جئْتَ،
ونَفَّرْتَ تلكَ الكواكبَ عنِّي على
شجَرِ اللّيلِ ؟!
مِنْ أَينَ ريحُكَ تأْتي وظلُّكَ
حتّى تَهُزَّ إليكَ بجِذْعِ السّماءِ
وتُسْقِطَها ثمَراً ميِّتاً في الجبالِ ؟!
... ...
ثلاثونَ عيداً أَتى دون أَهْلي
ثلاثونَ عيداً
ولا أَيُّ حَلْوى.. وسُكَّرْ !
بُقَعُ التُّوتِ فوق قميصكَ ناشفةٌ
والأَخلاّء يَمْضونَ سهْواً لِطِيّاتهمْ
يَغْدرونَ إذا غادروا،
يُنْقِصونَكَ شيئاً فشيئاً
وما زالَ قلبُكَ مُكْتمِلاً بالخساراتِ
يَنْسَى لِيُنْسى !
ويَنْسَى ليَنْسَى.. وتَغْفِرْ
قلْتَ: فَلْتَنْتَظِرْ
ربّما الحُبُّ يَشْفيكَ يوماً !
ويُدْنيكَ من أَمَلٍ مُمْكِنٍ،
أَمَلٍ كَذِبٍ
كدمِ التّوتِ فوق قميصِكَ
هذا الذي رَثَّ من كثْرةِ الدّمعِ
والملْحِ ...!
كمْ كنتَ أَجْمَلَ مِنْ أَنْ تُخانَ،
وأَوْحَشَ مِنْ أَنْ تعودَ إلى
منْزِلٍ مَعَهُمْ.. حين تَكْبَرْ !
قلتُ رُؤْيايَ ما سوفَ أَرسُمُ في
الطّينِ، ما سوفَ أَجْرَحُ
من لَحْمِهِ الحيِّ بين يديَّ
وأَنْفُخُ إيقاعَ روحيَ فيهِ../
هوَى اللّيلُ في جسدي
وهَوى كلُّهُ
صرْتُ بئراً لتلكَ الكواكبِ فيهِ
وسجْناً لحرِّيّتي ولَها
صرْتُ ما كنتُ أخْشى.. وأَحْذَرْ!
صرْتُ ذاكَ القميصَ الذي
رَثَّ من شَجَنِ الكلماتِ
وغَصَّ بإبْرَتِهِ
وهْيَ تَهْوي بخيطانهِ الرّاعشاتِ
إلى غَرْزِها في البصيرةِ...
قد بِتَّ حارسُكَ الذّئْبُ،
والحُبُّ داؤُكَ ! /
ها يَنْهَضُ الطّينُ من نومهِ ويعودُ
وأَنتَ إلى موعدِ اللّيلِ تَمْضي
وتمْحوكَ ظُلْمَتُهُ وكواكبُهُ السّودُ
يَمحوكَ ما قد نَسيْتَ،
ويَمْحوكَ ما.. ظَلْتَ تَذْكُرْ!
وَهِمُوا
أَنقَصوكَ ليَكْتَملوا
فاكْتَمَلْتَ بنُقْصانِهمْ
صرْتَ ما كنتَ تَخْشى وما
لم يَظُنّوا..!
وفي البئر ضاءَ لكَ الطّينُ حتّى
لقد صارَ وجهُكَ يطفو على
غيمةٍ
وبشيرُكَ في آخِرِ اللّيلِ بَشَّرْ!
ما الذي ظَلَّ من لَذّةٍ لم تَذُقْ ؟!
من مآربَ للشِّعْر شاردةٍ لمْ
تَنَلْها
ولم تَشْفِ منها
غليلَ المعاني.. وتَثأَرْ ؟!
يا إلهيَ،
كُلُّ الذي قد خَطَطْتُ
على الطّين، أَو قد رسَمْتُ
تَحَقّقَ !
لكنّني قد شَقِيْتُ برؤْيايَ
صرْتُ الذّليلَ بِعِزّي
العزيزَ بِذُلِّي
وقد صارَ لي أَصدقاءُ كثيرونَ،
قد صارَ لي يا إلهيَ
أَعداءُ أَكثَرْ !
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)