شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.
279 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق" لـ "مهند ساري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق" لـ "مهند ساري"
كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق 0
مشاركة القصيدة
تَعَبُ /
:
لسْتُ أذْكُرُ كيفَ تَعلّمتُ أَمْشي لَدُنْ
كنتُ طفْلًا
ولكنّني رُحتُ أَمْشي
وما كنتُ أَعرِفُ يومَئِذٍ
ما العِثارُ .. وما التّعَبُ !
.
.
خَبَبُ /
:
مَرّةً ،
قد نَهَضْتُ على قدَمِي واقفًا
ومشَيْتُ ..
وما كانَ ثمّةَ وقْتٌ كثيرٌ لأَدْرُجَ كالطّفلِ
بل قُمْتُ أشْتَدُّ أَعدو
كأنّ الطّيورَ عَدَتْني بِخِفّتِها حينَ
هَفْهَفْتُ :
" هذا الفتَى لَهَبُ !
– ولَعَمْرُ الطّيورِ –
لقد كادَ يَذْهَبُ طَيرًا تَمامًا ويَنْقَلِبُ !
كادَ يُصبِحُ مِنّا :
لهُ بينَ هذي الشُّجَيراتِ
أُمُّ تُدَلِّلُهُ .. وأَبُ "
:
لَغَطُ الطّيرِ لا يُعجِبُ الخَيلَ :
" أنتِ اصْمُتي ، هوَ مِنّا يَقينًا
ولكنّهُ ليسَ يَكْفيهِ
في جَريِهِ – مثْلَنا – الخَبَبُ "
.
.
أَدَبُ /
:
سوفَ يَبكي كثيرٌ مِنَ العُشْبِ تَحتَ
خُطايَ السّريعةِ ...
سوفَ يَظُنُّ كثيرٌ منَ الرُّفَقاءِ بأنّي
وُهِبْتُ جَناحَينِ لا يُرَيانِ ..
– ولم أَنْفِ ذلكَ –
كنتُ معَ الرّيحِ أَطفو
فأيْنَ ، إذًا ، أَخْطَأُوا
لأَقولَ وَهَمْتُمْ ؟
ويَأْبَى .. ليَ الأَدَبُ !
.
.
رِيَبُ /
:
وَرَبِيْتُ على ما يَرُبُّ فؤادِيَ والعقْلَ ...
كنتُ أُفتّشُ ريشَ الطّيور لأَعرِفَ ما
أَوْدَعَتْهُ السّحابةُ مِنْ سِرِّها فيهِ ..
كنتُ أَفُتُّ الحصى لأَرى
أَثَرَ الماءِ في قلْبِهِ والعُروقِ ...
اسْتَمعْتُ إلى تِينةِ البيتِ تَبْكي ،
لِبَرْقَمَةِ البُلْبُلَينِ عليها ،
لِنَقْرِ الرّياحِ على وَرَقٍ ناشفٍ في يدَيها
ولِلظّلِّ يُطوَى على مَهَلٍ تحتَ
جسْمي الخفيفِ ...
هناكَ رَبَتْني الحياةُ على عَينِها
واصْطَفَتْني ورَبّتْ فؤاديَ فيها معًا
تِلْكُما المَرأتانِ المُوَقّرَتانِ :
البراهينُ .. والرِّيَبُ
.
.
سَرَبُ /
:
واسْتَمَعتُ لِما كَسَرَ الضّوءُ مِنْ إِبَرٍ
في زُجاجِ الشّبابيكِ ...
منْ عادةِ الضّوءِ أن يَتَكسَّرَ ،
أنْ يتناثَرَ مثْلَ الرّذاذِ على الأَرضِ ..
إذْ هكذا الضّوءُ :
يُكْسَرُ مِنْ خَجَلٍ ناشِبٍ فيهِ ،
أَوْ يَتَشَرّبُ رُوحَ الشّبابيكِ .. إذْ يَسْرُبُ
.
.
رُطَبُ /
:
دَرَجًا دَرَجًا في الحياةِ صَعِدْتُ
ولا أَذْكُرُ الآنَ كيفَ نَزَلْتُ
فذاكرتي في سِوى الكُتْبِ مَثقوبةٌ ...!
كُلُّ ذاكرَةٍ هيَ نَخْلَةُ مَريَمَ أَثْقَلَها
وَجَعُ الطّلْقِ والغَمُّ
حتّى خَلَتْ
– منْ عُذُوْقٍ – بها الرُّطَبُ
.
.
وكَبِرْتُ بما صارَ يكْفي لأَنسَى البدايةَ
أَعني كَبِرْتُ كثيرًا ، وأَدْغَلْتُ بالهَمِّ ...
كلُّ فتًى
هُوَ أَصغَرُ مِنْ قلْبِهِ حينَ يَشْقَى
وأَكْبَرُ منْ عُمْرِهِ .. حينَ يَغْتَرِبُ
.
.
سَبَبُ /
:
ومَشَيْتُ بهذي الجِنازاتِ أَكْثَرَ أَكْثَرَ
كَيْما أُسَدِّدَ دَيْنَ الحياةِ ...
" لهذا فَحَسْبُ " تَعَلّمتُ أَمْشي ؛
لأنّ الجِنازاتِ ناقصةُ الرّوحِ
إنْ لمْ أَسِرْ باكيًا معها !
لمْ تَضِيْعي إذًا
يا خُطايَ سُدًى
فَلِمَشْيي على هذهِ الأرضِ
– في إثْرِهِمْ – سَبَبُ
.
.
عِنَبُ /
:
لَيْلَةً
ثُمّ حَطّتْ هناكَ اليَراعَةُ فوقَ يَراعي
وضاءَتْهُ .. وانْطَفَأَتْ !
هكذا صِرتُ من يومِها شاعرًا ،
صِرتُ في الكلماتِ كذلكَ أَمْشي
ولي حِصّتي في الخساراتِ ..
لي في كُرومِ النّدى والحرائقِ جَمْرٌ
ولي .. في فُصولِ ابتِهالاتِها عِنَبُ
.
.
لَعِبُ /
:
لَمْ أَعُدْ أَطَأُ العُشْبَ في الطّرقاتِ فَيَبكي
ولكنّهُ صارَ في الكلماتِ - معي - باكيًا !
يا إلهي ، لقد فاضَ عن كَلِمي أَلَمي
فاضَ حتّى بكى العُشْبُ
وارتَثَّ مِنْ زَفَراتي .. ومنْ حِمَمي !
في الطّفولةِ ، ثمّ الكُهولةِ ، أَبْكَيْتُهُ فيهِما ..
فيهِما – يا إلهي – معًا !
ما الّذي قد صَنَعتُ بهِ وبِنَفْسي ؟!
وكانَ يَليقُ بهِ
ما يَليقُ بهذا النّباتِ البَريءِ :
التّرَنُّحُ
......... في الرّيحِ ..
.... واللّعِبُ
.
.
عَطَبُ /
:
سبَبٌ واحدٌ ، رُبّما سَبَبُ
كان يَكْفي لأَمْشي ...
ولكنّ أَسبابَ مَشيي على
الأرضِ .. قد كَثُرَتْ
مِثْلَها كثُرَتْ طُرُقي
مثْلَها .. كثُرَ العَطَبُ
.
.
صَخَبُ /
:
مثْلَها أَبْعَدَتْني القراءاتُ عن عالمي زَمَنًا
مثْلَما قرّبْتنيَ منهُ ..
ابْتَعَدْتُ سماءً سماءً عن الأَرضِ/
- أَينَ هيَ الأَرضُ ؟!
ثُمّ نَزَلْتُ سماءً سماءً لأَمْشي/
– أَزُرْتُ السّماواتِ يومًا ؟!
* أَجَلْ زُرتَها ،
ولِقلْبِكَ– في طُرُقاتِ الكواكبِ فيها –
حنينٌ قديمٌ .. ومُصطَخَبُ
.
.
نَهَبُ /
:
مِنْ حياةٍ لأُخْرى صَعِدْتُ هنا
دَرَجًا تِلْوَ آخرَ بينَ القصائدِ ...
إنّي بِما ذُقْتُهُ
مِنْ حريقِ أَوَابِدِها الآنَ مُلْتَهِبُ
وبِما كانَ نَهْبًا
لريحِ خُطايَ
مِنَ الكَلِماتِ .. لَمُنْتَهَبُ !
.
.
دَرِبُ /
:
هادِئٌ أنتَ .. مُضْطَرِبُ !
في المَتاهاتِ – بينَ القصائدِ –
جُسْتَ خِلالَ المعاني بِلا كَلَلٍ ،
جُسْتَ فيها شِعابَ الرّياحِ شديدًا
وأَنْشَفْتَ عَينَيكَ حتّى تُنَدِّي فؤادَكَ ...
هذا النّدى فيكَ أَينَ ينامُ إذا نِمْتَ ؟!
في أيِّ بئرٍ تُخَبِّئُهُ
وتُقَلِّبُ أَرواحَهُ في رياحِكَ ؟!
ضّلًّا بِتَضْلالِهِ عِشْتَ عُمْرَكَ سَهْوًا
فكيْفَ اهْتَدَيتَ إذًا
أيُّها .. التّائِهُ الدَّرِبُ ؟!
.
.
عَجَبُ /
:
في كتابةِ هذي القصيدةِ
–إذْ كِدتُ أَفْرُغُ منْها على ما أَظُنُّ –
تذكّرتُ أنّي لِعَشْرٍ خَلَوْنَ
شَرَعْتُ بأُخرى سواها ...
فأيُّهما ، ههُنا ، الآن تَحدُثُ
أيُّهُما .. هيَ هذي الّتي أَكْتُبُ ؟!
.
.
مُعرِبُ /
:
عن تَوقُّدِها فيّ
والشّعْرُ إمّا تَوَقّدَ .. لا يَكْذِبُ
قلْتُ : هذا الكلامُ النّبيءُ الذي
قد جرى في دمي خَدَرًا طائشًا
رُبّما سَيَبَرُّ بصاحبِهِ
ربّما سوفَ يُلْقي مَقاليدَهُ
لحريقِ غُيوبي .. ولا يَشْغَبُ !
هكذا
عن توقُّدِ صمتي وحَسْرتِهِ
أَنَا .. في هذهِ مُعرِبُ
.
.
عَقْرَبُ /
:
لَدْغَتانِ بقلبيَ كافِيَتانِ لأَمْرَضَ ..
قدْ يَدخُلُ السُّمُّ في السُّمِّ سَهْوًا
كما يَدخُلُ الرّمْلُ في الرَّمْلِ ..
هذي المَتاهَةُ هَدْيُكَ في الشِّعْرِ
فامْشِ بها واثقًا من رياحِكَ ...
لا تُشْبِهُ الرّيحُ ريحًا سِواها
ولا .. تُشْبِهُ العَقْرَبَ العقْرَبُ
.
.
غَيْهَبُ /
:
غيْرُ خافٍ عليكَ الّذي النّاسُ
فيهِ.. منَ اللّهْوِ ...
يا أَيُّها النّاسُ ، خافوا كثيرًا
كما كانَ خافَ ابْنُ عبّاسَ إذْ
أَيقَظُوهُ منَ النّوْمِ يومًا
وقِيلَ لهُ :
يا ابْنَ عَمِّ الرّسولِ
لَقَد .. طَلَعَ الكوكبُ !
.
.
غَضَبُ /
:
ما الحياةُ إذا لمْ تَكُنْ غُربَةً كُلُّها
ومغامرةَ المَشْيِ ؟!
لكنّني أَسْخَرُ الآنَ منها
أَقولُ لها :
لمْ أَمُتْ – مَرّةً – في حياتي
وإلّا لكنتِ انْتهَيْتِ !
ويأْخُذُني ضَحِكٌ .. طافِحٌ مُعْشِبُ
آنَ يأْخُذُها هيَ
يأْخُذُها .. في تَقَطُّبِها الغَضَبُ
.
.
طَرَبُ /
:
أَصدقائي يُحِبّونني دونَ قَصدٍ ،
يُزوْرونني في المساءِ
لكي يَجِدوا فُسْحَةً للتّنَدُّرِ
ممّا قرَأناهُ يومًا معًا
ثُمّ عِشْناهُ .. كُلٌّ على حِدَةٍ ...
..
في الكُهولةِ – إذْ يَكْثُرُ " الجِدُّ " –
تَكْثُرُ " أَمْراضُنا " معَهُ
فَنُداوي "الشّقِيَّيْنِ" بالضّحِكِ المُتَلاطِمِ
وهْوَ
– على كُلِّ حالاتِهِ – طَرَبُ
.
.
خُلَّبُ /
:
صَيِّبٌ رُبّما
رُبّما .. خُلَّبُ !
هكذا
علّمَتْنا الحياةُ الّذي عَلّمَتْنا
وأَوْفَتْ بِما
قد أَخَلَّتْ .. بهِ الكُتُبُ !
.
.
هكذا أَتذكّرُ هذي الحياةَ الّتي
عِشْتُها مُذْ مَشَيْتُ ..
وأَضْحَكُ .. أَضْحَكُ
حتّى .. كأنّيَ أَنْتَحِبُ !
.
.
وأَقولُ لها ،
للحياةِ الّتي عِشْتُها :
ليسَ تَرغابيَ العيشَ ما
قد وهَمْتِ
فقد يُطْلَبُ الشّيءُ تَعمِيَةً
ثُمّ يَخْفَى الأَجَلُّ الّذي يُطْلَبُ !
كي لأَمْشي .. وأَقْطَعَ هذا الطّريقَ أَتَيتُ ،
زَمانَ الحريقِ .. زَمانَ النّدَى
كي لأَحتَفِرَ الكَلِماتِ
فلا أَنَا .. أوْ خَبْؤُها
قد نَضِيعُ سُدَى
كي لأَعرِفَ مَغْزَى الحياةِ العظيمَ
وبالأَلَمِ المَحضِ – لا غَيرِهِ –
قد أُسَدِّدُ دَيْنَ الحياةِ
وقد .. أَعذُبُ
.
.
لا شَكاةً ..
ولا .. أَعتَبُ
.
.
.
( حاشيةْ ) /
رُبّما أَسْتطيعُ اخْتصارَ
اخْتصاري لها
فالحواشي خُطايَ الأَخيرةُ
في الرّحلَةِ المُضْنِيَةْ
.
.
( ثُمّ حاشيةٌ ثانِيَةْ ) /
أَنتَ والعُشْبُ ،
كمْ تَبْكِيانِ معًا !
كمْ حَنينُكُما مُوْجِعٌ عندما
تَذْكُرانِ القليلَ الّذي
قد تبقّى
لِقَلبَيكُما .. ههُنا
والكثيرَ الذي سوفَ يَبقَى
– ولَمْ تَبْلُغاهُ –
لِتَكْتَمِلَ الأُمْنِيَةْ
.
.
( ثُمّ ثالِثَةٌ )
مثْلُ رَقصِ الذُّبالةِ
قاسِيَةٌ .. حانِيَةْ
قد دَنَوْتُ لها
هيَ – مثْلَ قُطُوفِ المَقاديرِ –
لو أَنَا لمْ أَدْنُ
دانِيَةٌ .. دانِيَةْ !
.
.
خَيّمَ الصّمْتُ
وارتفَعَتْ إبْرَةُ الأُسطُوانةِ :
مَنْ هُوَ ؟!
– مَنْ يا تُرَى –
أَوْقَفَ
الأُغْنِيَةْ ؟!
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)