فقط اخْرُجْ - مهند ساري | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.


358 | 0 | 0 | 0




أَنتَ ../ دُونَ اكْتراثٍ بأَوْبِئةِ
النّاسِ ، تُزْمِعُ تَخْرُجُ !
ماذا ستَفْعَلُ في السُّوقِ - سُوقِ
الخُضارِ ؟!
وأَمْسِ اشترَيتَ خُضارًا ، ولَمْ
يَبْقَ شيءٌ تَشَهّيتَهُ .. ما اشتَرَيتَهْ !
.
.
أَنتَ ../ مِنْ أَجْلِ ماذا تَعوْدُ إلى
شِعرِ أَصحابِكَ الجاهليّينَ ؟!
كمْ مَرّةً قد قرأْتَ دَواوينَهمْ كُلَّها
وابْتُليْتَ بأَشْجانِهِمْ ونَحيبِ الصّدى ؟!
أَيُّ شِعرٍ يُخَلّيْكَ نَحوَ ثلاثينَ عامًا
تَصُبُّ على رئتيكَ وقلبِكَ نِيرانَ
هذا الجَلالِ .. وَزَيْتَهْ !
.
.
أَنتَ ../ أيُّ الجلالينِ ذَوّبَ شَحمَكَ :
شِعرُ القُدامَى ، أَمِ الواجبُ القَدَريُّ
المُسمّى الحياةَ وروتينَها ؟!
كيف أَفْسَدْتَ خُطّتَهُ .. ورَميْتَ
بقلبِكَ في النّهرِ ، ثُمّ ذَهبْتَ لِتَلْعَبَ ؟!
كيف خَطَفْتَ كتابَ النّدى مِنْ حَديقةِ أُمِّكَ
ثُمّ ابْتُلِيْتَ بهِ .. وابتَلَيتَهْ !
.
.
أَنْتَ ../ كمْ مَرّةً أَنْقَذَتْكَ الطّيورُ مِنَ
الموتِ ، ثُمّ انْزَعَجْتَ لأَنّ أَغاريدَها
قد أَقَضّتْ مَنامَكَ في الصُّبْحِ ؟!
لا تَنْسَ أنّ الصّباحَ لِمَنْ قد أَفاقَ
ولا حَظَّ للنّائمينَ بهِ بالسّعادةِ والأُنْسِ ...
أَخْطَأْتَ أَنتَ ، ولَمْ يُخْطِئِ الطّيرُ :
غَنَّى .. لِيُؤْنِسَ بَيْتَهْ !
.
.
أَنتَ ../ ماذا خَطَطْتَ على وَرَقي الآنَ ؟!
تُخْطِئُ إذْ تَجعَلُ الشِّعْرَ مُتّكَأً للمَلالاتِ ...
لو ، يا صديقي ، بِغَيرِ الكتابةِ داوَيتَها
لو بتقشيرِ تُفّاحةٍ ،
أَو بتحضيرِ كُوْبِ الزُّهُوراتِ ،
لو بقراءةِ بَحثٍ عن الأَثَرِ الجانبيِّ
لأمراضِنا في الأغاني الّتي
لا نَشُمُّ بها العُشبَ ، والضّوءَ فوقَ النّدى
لو بإصلاحِ مِكْنَسَةِ الكَهرباءِ لكي
تَستَرِدَّ شَهيّتَها في التهامِ الغُبارِ ..
أَوِ الإنشغالِ بفيلمٍ .. تَلومُكَ نَفْسُكَ قَبْلَ
نهايتِهِ .. أنْ رأيْتَهْ !
.
.
أَنتَ ../ لو تَخْرجُ الآنَ أَفْضَلُ ،
لا تتّصِلْ بصَديقٍ ، ولا تتعمّدْ
ذهابًا لأيِّ مكانٍ .. بهذا الضُّحى
فَقَطِ اخْرُجْ ، وقُلْ :
أَيُّها الطّيْرُ ، غَنِّ ورائي لِبَيتي وبيتِكَ
غَنِّ لِوَحْشةِ قلبي ، وما أنتَ أَدرَى بهِ مِنْ
بهاءِ الحياةِ ..
وغَنِّ لِما لستُ أُحْسِنُ من فَرَحٍ غامِضٍ
أَنتَ – دُونَ عَناءٍ – ثَقِفْتَهْ
.
.
فقطِ اخْرُجْ .. ودَعْهُ يُغنّي
وأَنْهِ قصيدَتَكَ الآنَ /
قلْ : لَيتَني --مثْلَهُ --
مُوْلَعٌ بالغِناءِ ،
ويا لَيْتَني
أسْتطيعُ البُكاءَ بهذا الصّباحَ
... ولَيْتَهْ
.


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




لا تكُنْ عاطفيّاً
( 3k | 0 | 0 )
ألواح من أيام الطُّوْفان لشاعر مجهول-
( 2.2k | 0 | 0 )
منزل أول
( 2.2k | 0 | 2 )
أَعِدُ الموتَ أَنّي.. سأَخْذُلُهُ
( 2k | 0 | 0 )
بماذا تفكر
( 2k | 0 | 0 )
ما اسم هذا الشيء
( 2k | 0 | 0 )
لم لا أستطيع مع الوقت نسيانها
( 1.8k | 0 | 0 )
أخي في القصيدة
( 1.7k | 0 | 0 )
تذكرت
( 1.7k | 0 | 0 )
ضباب على الماء
( 1.7k | 0 | 0 )
وحش البحيرة
( 1.7k | 0 | 0 )
أُغْنيةٌ بيْضاء للدُّوريّ/ كِذْبَةٌ بيضاءُ لي
( 1.7k | 0 | 0 )
في الغرفة الاخرى
( 1.7k | 0 | 0 )
أنظم وقتي لفوضاي
( 1.7k | 0 | 0 )
قُرْعَة
( 1.6k | 0 | 0 )
حفريات جديدة في تل قديم
( 1.6k | 0 | 0 )
رمانة إبراهيم
( 1.6k | 0 | 0 )
ستَّ عشرةَ أَيقونةً إلى حسن
( 1.6k | 0 | 0 )
صرت ما كنت أخشى
( 1.6k | 0 | 0 )
هي ترقص
( 1.5k | 0 | 0 )
هُوَ قيسُ الأخير
( 1.5k | 0 | 0 )
في الحروب
( 1.5k | 0 | 0 )
أزور دمشق
( 1.4k | 0 | 0 )
للطّائرات أَقول
( 989 | 0 | 0 )
لِتَبْكِ الحمامَه
( 563 | 0 | 0 )
لا أَفْهَمُ الدُّعْسُوق
( 553 | 0 | 0 )
لا تُسَمِّ بلادَكَ
( 412 | 0 | 1 )
عن شَجَرِ الجميل
( 408 | 0 | 0 )
كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق
( 406 | 0 | 0 )
هكذا الكلماتُ تفْعَل
( 390 | 0 | 0 )
كَسَلٌ عاطفيّ
( 361 | 0 | 0 )
خَلُّوا طريقَ الكلامِ لهُ
( 284 | 0 | 0 )
سَرَطان
( 247 | 0 | 0 )
نُزولًا إلى طَبَرِيّا كأَنّكَ تَصعَدُ
( 162 | 0 | 0 )
لَسْتَ أَنْتَ الّذي تَتَكلَّمُ، بَلْ هيَ
( 108 | 0 | 0 )