شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.
335 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "هكذا الكلماتُ تفْعَل" لـ "مهند ساري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "هكذا الكلماتُ تفْعَل" لـ "مهند ساري"
هكذا الكلماتُ تفْعَل 0
مشاركة القصيدة
لَمْ يَبْقَ لي مُتَعٌ سِوى
نَظَري بآيِ الذِّكْرِ ، والشِّعْرِ القديم /
.. ..
بلَى ، ولي مُتَعٌ سِواها
لسْتُ أَذْكُرُها امتثالًا لاختصارٍ مُمْكِنٍ ،
فالسّرْدُ يَطْلُبُ حصّةَ التّفصيلِ
- والتّفْصيلُ وقْتٌ لسْتُ أَمْلكُهُ –
الحياةُ ضَنينةٌ بالوقْتِ
( فاقْصُرْ .. أَيُّها السّردُ )
.. ..
أَمّا " الكتابُ " فرُبّما سأَقُصُّ حظّا
من حياتي فيهِ :
كيفَ عَرَفْتُهُ من نفْسِهِ هُوَ
لا منَ الأَفواهِ ، والكتُبِ القديمةِ
أَو وراثةِ والِدَيْن يُصَلّيانِ
ويَرجُوانِ صلاحَ إبنِهِما –
الصّلاحُ حقيقةُ الأحرارِ
( والتّلْقينُ .. ما يَتَلَقّفُ العَبْدُ )
.. ..
وذَهَبْتُ في الذّهبِ القديمِ هناكَ
- وهْوَ حياتيَ الأُخرى –
سكَنْتُ به طويلًا، ثُمّ لمْ أَرْجِعْ إلى
دنيايَ إلّا كي أَزورَ حياتيَ الأُولى
- وأَحياها قليلًا - زَورَةَ المُضْطَرِّ ...
( كانَ .. ولَمْ يكُنْ.. مِنْ حاجةٍ بُدُّ )
.. ..
وحدي عَرفْتُ حقيقةَ الطّلَلِ القديمِ بِشِعْرِهمْ
وكتَبتُ " بَحْثًا " موجزًا عنه ، وأَبْقَيْتُ الكثيرَ ...
ذَهَبْتُ أَحيا في الكلامِ / قديمِهِ الباقي منَ
الدّهْرِ القديمِ
لأَسْمَعَ الإنسانَ والحَجَرَ الذي يَبْكي بهِ
أَو أَسْمَعَ الحَجَرَ الذي يَبْكي بهِ الإِنسانُ ...
( إنّ كِليهِما باكٍ ومُنْصَدِعٌ .. إذا يَشْدو )
.. ..
وَذَهَبْتُ لا مَشْيًا ، فإنّ المَشْيَ
بَعْضُ عَوائِدِ النّفَرِ الكُسالى/ المشْيُ
للأمْواتِ إذْ يُزْجونَ وقْتًا في الحديث عنِ
الحياةِ وفَقْدِها ...
والحيُّ – وهْوَ الظّامئُ الملهوفُ – ليسَ
يُطيقُ ثرثرةً ولَغْوًا باطلًا
( لَمّا إلى ... يَنْبوعِهِ يَعدو )
.. ..
أَشْتدُّ في عَدوي كأنّي طالبٌ وِتْرًا
- هيَ الكَلِماتُ أَوتاري-
وأُذْهَلُ حين تُصْبِحُ كُلُّ شاردةٍ بهِ
في اللّيلِ .. مَنْبَهَةً على الأَلمِ النّبيلِ
( وكُلُّ مَنْبَهَةٍ .. على ما أَنْبَهَتْ قَيْدُ )
.. ..
وَصَبَرْتُ أَنْ أَحيا ...
صَبَرْتُ لأُمْسِكَ النّارَ التي
قد أَوْقدوا ، في ليلِهمْ ، وأُحِسَّها ...
تُذْكي المواجِعَ نارُهُمْ فأَذوْقُها
أَلَمًا يُبرِّدُهُ النّدى
( إلّا اصطِلائي بالمواجِعِ ... ليسَ لي قَصْدُ )
.. ..
قَلّبتُ أَرواحَ الرّجالِ هناكَ روحًا
تلْوَ أُخْرى ...
آهِ كمْ كثُرَتْ على
نَظَري الحسيرِ – مَعَ الصّدى – الأَرواحُ !
كمْ أَخَذَتْ مباهجَ زينةٍ دَثَرَتْ !
( وليسَ ... لزينَةٍ عهْدُ )
.. ..
كمْ كُنْتُ أَطوي اللّيلتينِ مَعًا وأُخْتَهُما
ويأْخُذُني النُّعاسُ هناكَ في سَهَري الطّويلِ ...
هناكَ حَسْوَ الطّيرِ يأْخُذُني
فأَغْفو راكضًا .. أَوْ طائرًا ...
في الحُلْمِ ، في مَلَكوتِهِ السِّرّيِّ ، في
الحلْمِ السّريعِ هناكَ تَختَلِطُ الحقائقُ
والرّموزُ جميعُها ...
( أَيضًا وفيهِ .. خَبَرْتُها تبدو ) !
.. ..
تَبْكي الحِجارةُ في الكلامِ كأنّها بِنْتٌ
وأَبْكي ، حينَ أَسْمَعُها ، كما يبْكي الرّجالُ /
هناكَ ريحٌ في الكلامِ ،
هناكَ صحراءٌ وماءٌ ،
ثُمّ أَشْجارٌ ونارٌ ...
كلُّ ما قد كنتَ تَعرِفُهُ وتَجْهلُهُ - هنالكَ -
ماثلٌ في شِعرهِمْ سُحُبًا تَضَنُّ بِغَيْثِها
إلّا على الهُلّاكِ مثْلِكَ / مَنْ
يَرومونَ انتحارًا باذخًا في بَرقِها
مَنْ يَسْتَبْشِرونَ بأَنّهمْ قد زُحزِحوا عن طينِهمْ
وصَفا لهُمْ ماءُ الكلامِ
ونارُهُ
( ... واللّحظةُ الخُلْدُ )
..
..
فهَلِ اشْتَفَيتَ منَ الضِّرامِ هناك في وجَعِ الكلامِ ؟
أَمِ اشْتَفَى فيكَ الحنينُ لأَوّلِ
الأَثَلاتِ في الرَّبْعِ القَديمِ ؟
وهلْ علومُكَ بالدّوارِسِ منْهُ تَكْفي ؟
ما الذي وَقَفوا على أَطلالِهِ واسْتوقفوا
حزَنًا عليهِ الصّاحبينِ ؟
وما حكاياتُ الأثافيِّ التي عَلِقَ الرّمادُ بها طويلًا ؟
ما حكاياتُ الظّعائنِ وهْيَ تَطْلُعُ ؟
ما حكايتُها إذا هَبَطَتْ بوادٍ ؟
واللِّوَى ، ذاكَ اللِّوَى ، ما أَصلُهُ ؟
( وَلِمَ الْتَوَى .. في نَفْسِهِ .. بَعْدُ ) ؟ !
.. ..
وَجْدٌ على وَجْدٍ حياتُكَ في الكلامِ
تَرى جراحَكَ كُلَّها فوقَ السّيوفِ بِحَربِهمْ
وتَرى هُنالكَ – إذْ تَرى – جَرَّ الرِّياحِ أَنينَها في
الرّمْلِ ...
أَنتِ شقيقتي يا ريحُ ،
أََنتِ شقيقتي الكُبرَى
تَبَرُّ دمي فتَبْكيهِ
تَبَرُّ بهِ حنينَ الطّيْرِ والشّجرَ الذي
نَزَلَتْ به النّيرانُ واتّخَذتْهُ بيتًا .../
هكذا الكلِماتُ تَفْعَلُ :
تَجْعَلُ الشُّعَراءَ طُعمَةَ نارِها
وَقِرًى لها !
أَوْ هكذا الكلِماتُ :
وقْدٌ يُشْتَهَى ،
( أَوْ شهْوةٌ .. فَوَرانُها وَقْدُ ) !
.. ..
في الشّهْوتَينِ لقد رَمَتْكَ بما رَمَتْ !
في الوقْدَتينِ – تَعفُّفًا –
ما قُلْتَ :
( زَمِّلْني بِبُرْدِكَ .. أيّها البَرْدُ )
.. ..
" قد أَفْسَدَ الموتُ الحياةَ " /
أَجَلْ ، وأَصلَحَها ...
وبَعضُ الموتِ يُحيي ،
بَعضُهُ مِمّا حرائقُهُ النّدى ،
مِمّا مَرارتُهُ على الأَرواحِ والذّكرى
( هيَ الشّهْدُ )
.. ..
الصّارخانِ هُما الغُرابُ ولَيلُهُ
والباكيانِ هُما الكلامُ وظِلُّهُ
ولكُلِّ مُعْوِلَةٍ صدًى يَبكي معَ الرُّجْعَى
كما
ولكُلِّ فارسِ بُهْمةٍ فيها مُهنّدُهُ
( لكُلِّ مُهَنّدٍ .. هِنْدُ )
.. ..
لَعِبَتْ بيَ الكلِماتُ – وهْيَ لَعُوْبةٌ –
ولها – كما امرأةُ العزيزِ –
( على الهوى ... كَيْدُ )
.. ..
جُرْحٌ على جرحٍ هيَ الكلِماتُ تَحمِلُها نُدوبًا
منْذُ أنْ أَعدَدْتَ مُتَّكأً
ورُحتَ تُقطِّعُ الدّنيا بها ...
قطّعْتَ نفْسَكَ إثْرَها
قطّعتَ نفسَكَ ذاهلًا !
هيَ هكذا الكلِماتُ :
موتٌ كالحياةِ
طريقُها هَوْلٌ منَ الأَهوالِ
تَبْلوْهُ البصيرةُ
( ثُمّ .. أَدنى هَزْلِها جِدُّ )
.. ..
تَحيا معي في نفسِها الكلِماتُ ، تَأْخُذُني
إلى وجَعي سقيمًا .. /
أَينَ أَنتِ هناكَ فيَّ ؟
هناكَ في الزّمنِ الذي لا وقْتَ فيهِ ،
هناكَ فوقَ لِوَى البُنَينَةِ ؟!
ثُمّ أينَ أَنا بما صَبُّوا منَ
الأَوْجاعِ فيكِ ؟!
وصرتُ أَعرِفُ :
لمْ تكوني بُرْأَهُمْ ، يَوْمًا ، لِيَبْرَأَ شاعرٌ
( إذْ قلّما .. قد يُبْرِئُ الفَقْدُ )
.. ..
وعدًا على الكلِماتِ لا
يَشْفي النّوى أَحَدًا بها
إلّا وتأْخُذُهُ نَكالَ حنينِهِ
ونَكالَ ما فيهِ منَ الطّيْرِ الذي
لَمْ يَشْفِهِ هذا المَدى
( ليتَ المدى.. ضَمْدُ)
.. ..
وعدًا عليَّ
بأنْ أَظَلَّ هُنا مريضًا
( أَيّها الوَعدُ )
* *
لمْ يَبْقَ لي مُتَعٌ سِوى
نَظَري بهذا الذّكْرِ ، والشِّعْرِ القديمِ ...
إذا فَرُغْتُ هُنا منَ ايِّهما رَمَيْتُ
يدي على كَبِدي لِأَلْأمَ صَدعَها /
يا صاحبيَّ الباقيَيْنِ ألا اسْلَما أَبَدًا
ولا تَستَبْطِئا خبَري
( فَلِي - منْ لَهْفَةٍ - عَوْدُ)
.. ..
يوما فيومًا صِرْتُ صَبْرَ فِراقِ روحي
- وهْيَ بِنْتُ بُكائِها –
يَبْكي الصَّبا فيها
إذا ، يومًا ، بَكَتْ
( مِنْ صَبْوَةٍ .. نَجْدُ )
.. ..
وَجْدٌ على وَجْدٍ حياتُكَ كُلُّها
وَجْدٌ يُرَقِّعُ .. ما يُمزِّقُهُ
( بِكَ .. الوَجْدُ )
.. ..
جُرْحٌ على .. جُرْحٍ
بهذا كُلِّهِ
- وبِمِثْلِهِ –
( قد يُصْنَعُ المَجْدُ )
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)