شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.
1535 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "قُرْعَة
" لـ "مهند ساري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "قُرْعَة
" لـ "مهند ساري"
قُرْعَة
0
مشاركة القصيدة
(مرثيّة لجدّي لأمّي كُتبتْ عام 1994م)
كُنّا اقترَعْنا ، مَرّةً ،
فَأَصَبْتُ سَهْمَ الموتِ ، واللُّغةِ الغريبةِ ..
كان جَدِّي أَخْضرَ العيْنينِ
والكَرْمِ الكبيرِ ،
يجيءُ في قُمْبازهِ المعْروقِ رَيْحاناً
مِنَ الرَّيحانِ
ظِلَّ سحابةٍ نَدِيَتْ على الأَغصانِ
وهْوَ شقيقُها الموعودُ بالغُفْرانِ
في أَبَدِ السّماءِ.. وبُرْهةِ الدُّنيا..!
رمَتْهُ الحادثاتُ إلى الحوادثِ في
هشيمِ اللّيلِ، حتّى فازَ بالخُسْرانِ.. والكَدِّ !
يَحْيا الحياةَ على عواهِنِ ريحِها العمياءِ
صائبةً.. وخائبةً
ويُدْنيها، ويُنْئيْها
ويَحْيا قُرْبَها/ فيها..
منازِلُهُ الغيوبُ، وغُرْفتانِ خَفيفتانِ
على فمِ الوادي
وكلُّ أَثاثها شَجَرٌ كثيفٌ أَبْصَرَ الدُّنيا
على يَدِهِ البصيرةِ بالنّدى والزّعْفرانِ،
بضرْبةِ الفأْسِ الثّقيلةِ إنْ هَوَتْ
كالنّجْمِ فوقَ تُرابهِ فاخْضَرَّ قلْبانِ:
الثّرى، وفؤادُهُ المعْقودُ
بالموّالِ.. والشَّهْدِ !
أَلْحَقْتَ بي حَيْفاً مَريراً ، أيُّها الوادي
ستَحْمِلُني على قلْبي إلى
ذاكَ المَضيْقِ الأبْيضِ الصّخْريِّ ،
حيثُ الضَّبْعُ //مَطْخُوخٌ// ،
وحيثُ الرّيحُ تَفْتَحُ للكلامِ
طريقَهُ.. في الصّخرِ ..
خَلْفَ الرِّيحِ يا كَلِماتُ ،
خَلْفَ الرِّيحِ كي تَجِدي الحياةَ،
وخلْفَ نفْسِكِ بَعْدَها
حتّى أُعَلِّمَكِ الكلامَ على الكلامِ ،
وأُلحِقَ الشّامَ الغريبةَ بالصَّبا
في أَرضِ نَجْدِ !
الضّبْعُ //مَطْخوخٌ//، ويُعْجبُني
بياضٌ.. داكنٌ في النّابِ ،
/ //طَخّكَ// لَيْلةَ الإثنينِ جَدّي
في الفَجْرِ.. //طَخّكَ//.. ! /
كانت النّعَجَاتُ تَلْحَسْنَ الشُّعاعَ الأَحْمرَ
الجَبَليَّ في كسَلٍ ،
وكنتُ صَحَوتُ، منذُ هُنَيْهَةٍ ،
مِنْ لسْعةِ البرْدِ الخفيفةِ
فوقَ
جِلْدي
يا أيّها اللّيلُ المُقيْمُ .. على الرَّبابةِ
والنَّدى،
لو تَصْطَفيني زاهداً كالجَدِّ !
في // وادي المَضابعِ // كنتُ أُبْصِرُهُ :
// بِجَزْمَتِهِ // الكبيرةِ – نَفْسِها السّوداءِ –
// يَقْرُطُ // تحْتَ خُطْوتِهِ الحَصى !
جَدِّي يَعيشُ كما تَعيشُ حديقةُ الورْدِ
ولَرُبّما قد فاقَها وَرْداً :
بِهَيْبتِهِ التي ليستْ تُفَسَّرُ،
بالوداعةِ كلِّها.. حينَ الوداعةُ..
لَيْس نَمّاماً ،
ولَيْسَ يُحِبُّ نَمّاماً...
مُقِلٌّ في الكلامِ ،
هُوَ الصَّموتُ الأَخْضَرُ العيْنَينِ،
أَنْزَلَني مَنازلَ حِكْمَةٍ
وأنا الذي
أنْزَلْتُهُ بيديَّ.. في اللَّحْدِ !
يَمْشي.. ويَحْمِلُني على كتِفَيْهِ في
بيَّارةِ اللّيمونِ :
ـ //هذا خَلْقُهُ ؛
فأَدِمْ لهُ الحَمْدَ الجَزيلَ ،
وكُنْ قويّاً.. مِثْلَ ذاكَ النَّسْرِ.. //
.. حَلّقَتِ الحياةُ، بُعَيدَ
ذاكَ اليومِ ، أَبْعَدَ
مِنْ غُبَارِ القلْبِ..
حَلّقَ ، بَعْدَها ، عمْري الصّغيرُ إلى
الشّبابِ . فغَيْرُ مُجْدِ
أَنْ أَنْدُبَ الدُّنْيا .. ولا أَعْلو
كذاكَ النّسْرِ:
أَعْلى ما اسْتَطَعْتُ
إلى الأَعالي في أَعاليها ،
عُلوّاً عالياً نَحْوَ العُلى.. !
وعَرَفْتُ أنّ الحَمْدَ بابٌ للسّماءِ ،
فَتَحْتُهُ
فأُتِمَّ لي سَعْدي
أَلْحَقْتَ بي حَيْفاً مَريراً أيُّها الوادي !
سَتَسْحبُني على قلبي
إلى السَّهْمِ الذي اقْتَرعوا
لأَكْتبَ سِيرةَ الغُرَباءِ ، باللّغةِ
الغريبةِ نَفْسِها ، يا أيّها الوادي
وأُهْدي
نَفْسَ السّلامِ
لِنَفْسِ أَمْواتٍ.. أُحِبُّ .. !
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)