أُغْنيةٌ بيْضاء للدُّوريّ/ كِذْبَةٌ بيضاءُ لي - مهند ساري | القصيدة.كوم

شاعرٌ أردنيٌّ (1968-) يحمل الدكتوراة في الأدب العربي. قصيدته مشغولةٌ. يتخفّى عن الأنظار، ليكونَ أول من ينحسر الماءُ عنه لحظة انتهاء الطوفان.


1681 | 0 | 0 | 0



ولَهُ لِدُوريّ الحديقةِ،
في غياب الشّمْسِ، أُغْنيةٌ
تُرقِّقُنا، وتَتْرُكَنا هباءً
في نُثارِ الضّوءِ../

إيقاعٌ خفيفٌ في قميصي الأَبْيَضِ
القُطْنيِّ،
دَنْدَنةٌ مُدرَّبَةٌ.. على النّسْيان

لا أَثوابَ للرّيحِ التي
حَمَلَتْ لنا الصّوتَ المُبَلَّلَ
بالزُّهورِ
وبُحَّةِ الرّيحان..

هذا العُرْيُ، كُلُّ العُرْيُ، من
أَجْلي وأَجْلِكَ – قُلْتُ –
فَلْتَسْبَحْ خفيفاً طائراً بين
الكلام وغُصْنِكَ المنْفيِّ يا دُوْريُّ
غَنِّ غيابَنا عن وَقْفَةِ الأَبوابِ
غَنِّ حنينَنا الأَبَديَّ للمعْنى
وَجُدْ
للقلبِ بالسّلوَى.. وبالتَّحْنان

لا إيقاعَ يَحْمِلُنا بعيداً
عن طريقِ الحِسِّ.. !
بين الرّيحِ والصّفصافِ أَلْغازٌ
وأَوْقاتٌ لتلْهُوَ إنْ أَردْتَ،
فَدَعْ حنينَكَ كُلَّهُ للثَّلْجِ في
هذي الحديقةِ. دَعْهُ لي إنْ شِئْتَ
واصْدَحْ، كي أَذوْبَ أنا وقلبي الآن

أُغْنيةٌ على الشُّبّاكِ بيضاءُ المعاني
والمباني، والمَسَرَّةِ، والوجودِ..
وكلُّها بيضاءُ من أَجْلي وأَجْلِكَ
كُلُّها سَطَعَتْ، فَخَفَّ وجودُنا كالضّوءِ
وانْخَطَفَ المكانْ

ولَهُ/ لدوريِّ الحديقةِ في
طلوعِ الفجرِ أُغْنيةٌ،
ودَمْعٌ ليسَ يَرْقَأُ.. /
كلُّنا جمهورُ هذا الضّوءِ في الصّوتِ
السّماويِّ المُعَطَّرِ
كُلُّنا جُمْهورُ هذا الصَّوْتِ
في الضّوءِ المُقَطَّرِ..
لن تكونَ سماؤنا زرقاءَ إلاّ
في حضورِكَ، في حضورِ
قصيدةٍ بيضاءَ مثْلِ الثّلْجِ
بارئةٍ.. حَصان

إنّ الوجودَ يَضيْقُ في هذي الأَغاني
حين تُطْرِبُنا بها
بُلَّ الحياةَ بها،
وبُلَّ الرَّمْلَ في الأَجْسادِ
يا دُوْريَّنا الوَلْهان

وأَقولُ للدُّوريِّ: إنْ شئتَ اقْتَصِدْ
لم نَشْفَ مِنْ كلِّ الصّحارى بَعْدُ
فاطْرُقْنا حديداً بارداً فوقَ
النّدى والزّهْرِ.. كي نَخْضَرَّ في الدُّنيا
وَنَبْرَأَ كالقصيدةِ كُلُّنا
والرُّوحُ تَبْرَأُ والجَسَدْ

وأَقولُ للدّوريّ: قلبي لم يَعُدْ
من غُصْنهِ المقطوعِ في شَجَرِ
الضّبابِ
هناكَ كنتُ.. ولم أَجِدْ
أَثَراً، لقلبي، واحداً

فأَضِئْ حديقَتَنا بصوتٍ
مُسْتعارٍ من جِنان الخُلْدِ
ظَمْأَى نحْنُ للصّوتِ السّماويِّ
المُبَلَّلِ بالنّدى،
ورفيفِ أَجْنِحَةِ الطّيورِ
إلى الأَبَدْ

هلْ قُلْتُ: لا إيقاعَ يَحْملُنا
بعيداً عن شِراكِ الحِسِّ؟
سامِحْني:
ففي هذي القصيدةِ كِذْبَةٌ
بيضاءُ واحدةٌ،
وباردةٌ كهذا الثّلْجِ.. تَعْرِفُها
ومثْلُكَ: لن يُصَدِّقَها أَحَدْ !

ولهُ/ لدُوْريِّ الحديقةِ
حين يَحْضُرُ.. غَيْبتان:
عنِّي، وعنْهُ
فلا أَراهُ، ولا يَراني
لكنّنا نحْيا معاً،
ونموتُ في الثلْجِ الذي
قدْ ظَلَّ يَنْدِفُ
في الحديقةِ.. والأَغانيِ






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




لا تكُنْ عاطفيّاً
( 3k | 0 | 0 )
ألواح من أيام الطُّوْفان لشاعر مجهول-
( 2.2k | 0 | 0 )
منزل أول
( 2.2k | 0 | 2 )
أَعِدُ الموتَ أَنّي.. سأَخْذُلُهُ
( 2k | 0 | 0 )
بماذا تفكر
( 2k | 0 | 0 )
ما اسم هذا الشيء
( 2k | 0 | 0 )
لم لا أستطيع مع الوقت نسيانها
( 1.7k | 0 | 0 )
أخي في القصيدة
( 1.7k | 0 | 0 )
تذكرت
( 1.7k | 0 | 0 )
ضباب على الماء
( 1.7k | 0 | 0 )
وحش البحيرة
( 1.7k | 0 | 0 )
في الغرفة الاخرى
( 1.7k | 0 | 0 )
أنظم وقتي لفوضاي
( 1.7k | 0 | 0 )
قُرْعَة
( 1.6k | 0 | 0 )
حفريات جديدة في تل قديم
( 1.6k | 0 | 0 )
رمانة إبراهيم
( 1.6k | 0 | 0 )
ستَّ عشرةَ أَيقونةً إلى حسن
( 1.6k | 0 | 0 )
صرت ما كنت أخشى
( 1.6k | 0 | 0 )
هي ترقص
( 1.5k | 0 | 0 )
هُوَ قيسُ الأخير
( 1.5k | 0 | 0 )
في الحروب
( 1.5k | 0 | 0 )
أزور دمشق
( 1.4k | 0 | 0 )
للطّائرات أَقول
( 976 | 0 | 0 )
لِتَبْكِ الحمامَه
( 556 | 0 | 0 )
لا أَفْهَمُ الدُّعْسُوق
( 547 | 0 | 0 )
عن شَجَرِ الجميل
( 400 | 0 | 0 )
كي لأمْشي وأَقْطعَ هذا الطّريق
( 399 | 0 | 0 )
هكذا الكلماتُ تفْعَل
( 380 | 0 | 0 )
كَسَلٌ عاطفيّ
( 355 | 0 | 0 )
فقط اخْرُجْ
( 350 | 0 | 0 )
لا تُسَمِّ بلادَكَ
( 326 | 0 | 1 )
خَلُّوا طريقَ الكلامِ لهُ
( 274 | 0 | 0 )
سَرَطان
( 240 | 0 | 0 )
نُزولًا إلى طَبَرِيّا كأَنّكَ تَصعَدُ
( 152 | 0 | 0 )
لَسْتَ أَنْتَ الّذي تَتَكلَّمُ، بَلْ هيَ
( 96 | 0 | 0 )