حين تتكثف ليلة عيد الميلاد،
يصر الباب والأرصفة
الموتى الذين ماتوا منذ عصور ما قبل التاريخ
يبحثون عنا مثلما كانوا يفعلون من قبل.
إنهم يجلسون في بيتنا
يذكروننا مطولا، أن في الأيام الخوالي كان عيد الميلاد في البدء عيدهم.
ولا نأتي بالرعب، بل نأتي بالسلوان.
رأينا مستسلمين طوال خريف طويل داكن.
فما أجمل أن نكون كثرا
اجلسوا معنا حول الموقد
شعرنا أيضا بالخوف
وكان حيرتنا مثل حيرتكم.
وقفنا وأفواهنا جامدة، حراسا في ليل العالم،
وآبار الفضاء المتصلبة،
استلقت زرقاء جليدية إثر الصقيع.
شعرنا بلدغة الموت
وثلوج الموت امتدت شاسعة.
حينذاك همس أحدهم: مهلا،
لقد رأيت نجمة صباح
سمعنا.
ظننا أننا أضأنا مشاعل في حزننا.
قمنا نحيّي مهرجان النور في الظلام والموت.
تقولون: مشاعل الحمقى!
إن كنتم قادرين، اطفئوها!
لكن من الأفضل أن ترفعوها
وتناولوها إلى جيلنا الجديد!
السماوات الشتوية الخاوية،
قامت بخنق كل صراخ.
لكن الأرواح والموتى ونحن نستمع منعدمي الأنفاس.
مخفي في بعض الزوايا والخفايا_ من قبل عالم أصابه الخراب.
ثمة طفل وُلِد،
طفل موعود فوق القش والأشعة.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ حميد كشكولي)

---