الراحلان انا ..
فلا أحد هنا ليودّع الاحباب
لا كفٌ بها عزم النهوض إلى الوداع
وليس من يرثي الغيابَ على الطلول سوى التراب
وطعنتين طريتين تفصّلان الموت من جسد الوطنْ

لا ليس من أحدٍ هنا
ليعيد ترتيبَ النهار بما تبقى من مواعيد القيامة
لا صراطَ لكي نجوز إلى المفاوز
خطونا ملقىً على أكتافنا
نمشي ونمشي....
كلُّ أحلام مشيناها، كفنْ

قالوا لنا
أنتم سنابل حلمنا
في كل سنبلة لنا مئة من الأغصان
قالوا
سوف نكبر ثم نكبر ثم يخجل عند قامتنا الشجر
لن ننحني
إلا لنقطفَ باقة الأحلام مثل الورد
لا .... لن ننحني إلا لنجمعَ من بنفسج عمرنا
رئةَ المسافة بين من زرعوا ومن عبروا
ومن علُقت على صدر الرياح قلوبهم
فتعشَّقوا جلدَ الزمنْ

حتى استفقنا
كان حلمًا غامقا ينمو على قلقٍ
فيزهر فوق أشجار من القندول
أضغاثا من الضوء الرمادي المخضب بالمحن
وطلولنا !!! ؟
تلك التي فيها انتظرنا واحترقنا
لم تكن الا الدمن
والراحلان أنا ... أنا
ومعي تذاكرُ طعنتين طريتين بلا ثمن
وحقيبة جوفاء مكتوب عليها :
إن من نُسجت به آمالنا
ليس الوطن


(كتبت القصيدة للشاعرين حسن حجازي وعلي طالب اللذين غادرا لبنان بحثا عن وطن)