حجرٌ على الأطلال - خليل عاصي | القصيدة.كوم

شاعرٌ لبنانيٌّ (1974-) ممتدٌّ من النهر إلى الكورنيش.


1491 | 0 | 0 | 0



لكم كنت أمشي
فيمشي معي كلُّ هذا الوجودِ
السماءُ الغيومُ الحقولُ الشجر

ويسبقني في الطريق السؤالُ
كأنْ دون جدوى
يمرِّغ بالمستحيل كفوفًا من الحيرة اللا
تطاق
يصافحُها بالضباب الكثيفِ
ومحدودبَ الظهرِ يجثو
على دمعةٍ للرمادِ الكفيفِ
الذي من كثير الأسى والهمومِ استحال
حجرْ

أنا يومها..
أجل يومها، قد رأيت
رأيتُ السؤالَ نحا نحو ذاك الحجرْ
وكان بعينينِ جائعتينِ
يحدّق في وجهِه
في شحوبِ التفاصيلِ
فيما تهدّلَ تحت الجفونِ من الحزنِ
من أنت ؟ -قال السؤال-
وما كلُّ هذي الندوبِ على وجنتيك ؟
وماذا تخبر عن والديك؟
رنا الحجرُ المكتوي بالمرارةِ نحوي
وأطلقَ تنهيدةً
من دخانٍ تعالقَ قيحٌ بها من سُعالِ
القلوبِ
- أنا من نجا من دمارِ الحروبِ
وهذي الندوبُ
تواقيعُ كلِّ الجراحِ التي هشّمتْ صدرَ
أمي..
على قلب أمي !!
استراحَ الركامُ العجوزُ
البيوتُ القتيلةُ
جدّاتُنا المقعداتُ القلاعُ
فضاعتْ وضاعَ الطريقُ وضاعَ الأثرْ
وجرحي أبي النازفُ الآن
قالوا : قسَا قلبُه مذ هوى قلبُ أمي
ومن حزنِه قد هجرْ

- عجيبٌ كلامُك!!! لكنْ أما مِن خبرْ ؟
- بلى .. وأطبقَ في الصّمتِ حتى اشرأبَّ
خريفٌ على عينِه
خريفٌ يُقلّمُ أوراقَه بالخناجِر قبلَ
أوانِ الرحيل
خريفٌ تنفّسَ من صدرِه بالعويل
تردَّدَ قبلَ الكلامِ
اطمأنَّ بأنْ ليس من أحدٍ غيرنا
ثمَّ قال بهمسِ الذي يُحتضرْ

بلى يا صديقي
بلى.....
أخبَروني ..
أبي قد تحجّر بالحقد حتى انفجر
ومذاك أبحث عن قبره
أخبروني ...
بأنْ قبرُه... في قلوب البشر







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.