لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "لو أنَّ الضوءَ ينام
" لـ "خليل عاصي"
لو أنَّ الضوءَ ينام
0
مشاركة القصيدة
إلقاء: خليل عاصي
مختالًا يمشي الضَّوءُ بلا حرَسٍ
يتبخترُ في أرْوقةِ الكونْ
وعلى وقعِ خطاهُ
يُقيم العشبُ طقوسَ نضارتِهِ
يشرب من ريقِ أشعتِهِ الوردُ
فينضج في خدَّيْهِ اللونْ
يمرُّ على المجهول من الأمكنةِ
المنسيِّ من الأزمنةِ
الراكِدِ تحت رمادِ التيهِ من الأحلامْ
لكنْ؟!!
هل يعرف هذا المسكينُ بُعَيْدَ قليلٍ أين ينامْ؟
*****
قال الرَّاوي، ممن عايشَه عن قربٍ:
إنَّ الضوءَ كما الملكُ المتهورُ
يُسرِجُ للحربِ الخيلَ
ولا يعرف من هذا الفنِّ
سوى ما اصطفَّ أمامَ رُعونتِهِ
من جندٍ أو خيلٍ
تتقاطعُ في طولٍ أو عرضْ
قال: كذاك يمرُّ الضوءُ على شطرنج الأرضْ
ذاكرةُ الضوءِ بلا أفقٍ
ويداهُ عقاربُ تفترس الوقتَ ولا يدري.
ولعلَّ من الحكمةِ
أنْ لا يُحسنَ ترتيبَ الأحداث ولا الأشياء ولا الأسماء
وإلا
هل كان ليمكنَه
أنْ يترك خلفَ نهاراتِ هزائمِهِ
ذرِّيةَ ضوءٍ عمياءْ؟
فتخيلْ
ما كان ليحدثَ
لو أنَّ نهارًا يلبث في كهفٍ بضعَ سنين
لو أغضتْ عيناهُ على تعبٍ
لو أنَّ الوقتَ تمرَّدَ فاجتثَّ عقاربَه
شللٌ نصفيٌّ كان أصابَ الأرضَ
وكان تيبَّس قلبُ العشبِ
وفار الموتُ الأحمرُ من خدِّ الورد
وساختْ كلُّ الألوانِ الأشياءِ الأمكنةِ الأزمنةِ
الراكدِ حتى تحت رمادِ التِّيهِ من الأحلامْ
يحدث هذا
لو أنَّ الضَّوءَ ينامْ
*******
وإمامُ الوقتِ على سفرٍ يبقى
لم يُعهدْ أنَّ نهارًا وضّبَ أمتعةً
أو ودَّعَ أهلًا قبلَ رحيل
سُئل الرَّاوي ممن حادثه عن قربٍ، قالْ:
يبحث عن وطنٍ،
حيث ترعرعَ
عن أبويهِ
يظنُّ بأنَّ الليلَ أبوهْ
لم يسبقْ أنْ جرَّب حضنَ الأمّ
وما شاهد يومًا
هذا المسكينُ أباهْ
يبحث هذا المتهوِّرُ
في شطرنجِ الأرضِ، ولا يدري،
أنْ في كل عبورٍ،
كيف صليبٌ يولد تحت خطاهْ؟
قيل بأنْ لا أمَّ لهذا الضوءِ تكفكف عنه دماهْ
قيل بأنَّ الضوءَ هو ٱبنُ الله
ويقالُ بأنَّ الليلَ جدارٌ
مثلُ عجوزٍ أحدَب
مرصوفٌ من طينِ الوحشةِ والأسرارْ
ما هذي الأنجُمُ فيه سوى
بعض ثقوبٍ
أحدَثها معولُ ضوءٍ
يَجهدُ في قتلِ أبيهْ
ما أبيضَ قلبَ الليلِ وما أعمى بصرَ الإنسانْ
ما أطيبَ هذا الناصعَ في عتمتِهِ
حين يحنُّ على من لاذَ بِهِ
قيلَ بأنَّ سلالتَه الأولى
تتحدَّر من أصلٍ أبيضْ
ليست هذي الشُّهبُ سوى
ما اسّاقطَ من شَعرِ العتمِ ولحيتِهِ البيضاءْ
لكنَّ الشيبَ اشتعلَ بأبيضِهِ
فاسودَّ
بما اقتَرفتْ أيدي الإنسانِ من الأخطاءْ
قالَ الرَّاوي:
لكنْ... مهلًا!!
مَن هذا الرَّاوي؟
هل حقًا يصدقُ ما قد قيلَ وقالْ؟
مَن يُثبتُ قولَ الرَّاوي؟
من قالَ بأنَّ الشكَّ مَحالْ
أفَهَل هذا الكونُ بأكملِه
إلا
محضُ سؤالْ؟
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)