في الأَسْرِ
إِذْ طَلَّتْ عَلَيَّ حَمامَةٌ
في الأَسْرْ
وَضَحِكْتُ مَحْبوسًا.. وناحَتْ حُرَّةً
وأنا الحزينُ هُنا وَلَسْتُ أُبالي
نادَيْتُها: يا طَيْرْ
هاتي الهُمومَ تَعالِي
طِيري بِلا هَمٍّ
إِلى صَحْبي الأُلى شَدُّوا رِحالَ القَهْرْ
قولي لَهُمْ
إِنِّي سَآتي مِثْلَ بَدْرِ الشَّهْرْ
ما مِحْنَةٌ دامَتْ طَوالَ الدَّهْرْ
لا أَشْتَهي مِنْ مَطْبَخِ السَّجَّانِ
غَيْرَ الفَجْرْ
أَضْرَبْتُ عَنْ أَكْلٍ
وَعَنْ شُرْبٍ
وَعَنْ يَأْسٍ
إِلى أَنْ يَرْتَوي بي الصَّخْرْ
أَيْقَنْتُ أَنْ لا يُسْرَ لَوْلا العُسْرْ
لا يُسْرَ لَوْلا العُسْرْ
فَالصَّبْرَ ثُمَّ الصَّبْرْ
آتٍ أَنا يا فَجْرُ
مِثْلَ النَّهْرِ
لا يُفْضِي سِوى لِلْبَحْرْ
آتٍ أَنا
لَمْ أَنْتَظِرْ فَرَجًا
وَلا فَرَسًا
ولكِنِّي أنا أَمْشِي
عَلى رِجْلَيَّ
نَحْوَهُما وَنَحْوَ النَّصْرْ
***
يا جارَتا خَلْفَ الجِدارِ تَعالِي
لا رُمْحَ عندي
غيرَ جُوعِ القَفْرْ
لا درْعَ عندي
غيرَ ضَرْعِ الصَّبْرْ
لا خَيْلَ عندي
غَيْرَ لَيْلِ الجَمْرْ
يا جارَتا لَوْ تَشْعُرينَ بحالي!
***
في الأَسْرِ
إِذْ ناحَتْ عَلَيَّ حَمامَةٌ
في الأَسْرْ
عاهَدْتُها أَنِّي أَنا نَهْري
وَأَنِّي البَحْرْ