كُنْتُ أَقْتُلُهُم بِعُيُوني - سامر خير | القصيدة.كوم

شاعر فلسطيني صدرت له 12 مجموعة شعرية (1971-)


89 | 0 | 0 | 1




(1)
لَمْ أَمُتْ
.. زَرَعُوا نَجْمَتي في التُّرابِ
وَهذِي يَدي
في جُذُوعِ الشَّجَرْ
وَعُيُوني عَلَيْهَا ثَمَرْ
وَدِمائي مَطَرْ

(2)
قاتِلي مَاتَ
.. هَلْ ماتَ أَمْ لَمْ يَمُتْ
عِنْدَما سالَ مِنْ جَسَدي دَمُهُ
طَعْنَةً طَعْنَةً؟
.. ماتَ أَمْ لَمْ يَمُتْ
عِنْدَما ذَرَفَتْ زَوْجَتِي قَلْبَهُ كُلَّهُ
دَمْعَةً دَمْعَةً؟
.. ماتَ أَمْ لَمْ يَمُتْ
عِنْدَما زُرْتُ أَحْلامَهُ
لَيْلَةً لَيْلَةً؟
.. قاتِلي ماتَ
لكِنَّني لَمْ أَمُتْ
أَبَدًا
لَمْ أَمُتْ

(3)
عِنْدَما عُدْتُ مِنْ غَيْبَتي
لَمْ أَجِدْ ها هُنا جَسَدي

.. عِنْدَما عُدْتُ مِنْ غَيْبَتي
وَرَأَيْتُ هُنا وَلَدِي
واقِفًا فَوْقَ ظِلِّي القَتِيلِ
وَفِي كَفِّهِ قَبْضَتِي
وَعَلى ظَهْرِهِ
لَمْ تَزَلْ صَخْرَتِي
قالَ لي: يا أَبي
جَنَّةُ الخُلْدِ في بَلَدِي!

(4)
كُنْتُ في ذلِكَ الْيَوْمِ
يَقْتُلُني الشَّوْقُ يا وَرْدَتي
كَيْ أَعُودَ إِلى حضْنِ لَيْلِكِ
لكِنَّهُمْ قَتَلُوني
.. عِنْدَ مَدْخَلِ قَرْيَتِنا انْتَظَرُوني
لَمْ أَكُنْ حَجَلًا كَيْ أَخافَ الرَّصاصَ
وَلا ظبْيَةً في الفَلاةِ
.. لِماذا إِذًا قَتَلُوني؟
لَمْ أَكُنْ داخِلًا غَيْر بَيْتي الحَزِينِ
كَما يَدْخُلُونَ مَنازِلَهُم
عائِدِينَ مِنَ الشُّغْلِ..
هَلْ شُغْلُهُمْ
كانَ
أَنْ يَقْتُلُوني؟
.. كُنتُ في ذلِكَ اليَوْمِ
أَقْتُلُهُمْ بِعُيُونِي!

(من ديوان "ألمكان يغادرنا كالغيوم" - 2001)





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)