(1)

سَأَراهُ هُنا.. سَأَراهْ
أيْنَ سِرْبُ البُيُوتِ عَلى الرَّابِيَهْ؟
أَيْنَ غَيْمُ القَطِيعِ تُسَرِّحُهُ
- في الصَّباحاتِ –
رِيحُ الرُّعاهْ؟
أَيْنَ أَنْتَ لِتُولَدَ
حَيْثُ اشْتَهَيْتَ الحَياهْ؟

سَأَرَى حَيْثُ لَمْ يَخْطُ يَوْمًا
خُطاهْ
وَأَرَى ظِلَّهُ
بَيْنَ نارِ الطُّلُولْ
واقِفًا كَالشَّجَرْ
يَتَحَدّى الغُزاهْ
وَيَقولْ:
عُدْتُ يا أَبَتي في المَطَرْ
دَمْعَةً دَمْعَةً
عُدْتُ يا أَبَتي
.. لَنْ أَرى في المَكانِ سِواهْ!

وَيَقُولْ:
أَيُّها العابِرونَ عَلى جُثَّتي
أَنَذا قُمْتُ
تَعْرِفُني الأَرْضُ يا عابِرونْ
مِثْلَ أَعْشابِها
مِثْلَ أَقْمارِ صَبّارِها الحُلْوِ
تَعْرِفُني الأرضُ يا خائِبونْ
زَرْعُكُمْ في قُبوري
وَمِنْ حِنْطَتي تَأكُلونْ
مِنْ صُخُورٍ بَكَتْني طَويلًا
هُنا تَشْرَبُونْ
وَعَلى الهاوِيَهْ
تَعْبُرونْ
فَارْحَلُوا كَالظُّنونْ!

سَأَراهُ هُنا سَأَراهْ



(2)

بَيْنَ زَيْتونَةٍ في "المَغارِ"
وَزَيْتونةٍ في "الدَّوايمِه"
طَريقٌ تَعَثَّرْ
وَفَضاءٌ تَبَعْثَرْ

لَكَ في ما وَراءَ الحَنينِ
أَخٌ ما تَهَجَّرْ
حَيْثُ حَلَّ غِيابُكَ
ظَلَّ كَجُرْحِكَ يَظْهَرْ

.. ما تَهَجَّرْتُ
لكِنْ
تَعَذَّبْتُ أَكْثَرْ!