دير قانون النهر - شوقي بزيع | القصيدة.كوم

شاعرٌ وكاتبٌ لبنانيٌّ تمكَّن من كتابة ما لم يكتب قبله ولا ينبغي لأحدٍ من بعده. حمل بردة عكاظ. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2016-2017 في مجال الشعر (1951-)


2594 | 4 | 1 | 1




في زمنٍ كانت فيه الأرضُ سديماً و الساعةُ صفرْ
لم يكن الناسُ سوى أسماكٍ
تتضاعفُ
في مرآةِ الدَّهرْ
وطيورٍ تتكرَّر في مجرىً لا ماءَ بهِ
وتشيِّعُ موتاها بدموعٍ صافيةٍ
ظَلَّتْ تتعاظمُ
حتى صارتْ نهرْ
وغدتْ للنهرِ ضفافٌ
يتكاثرُ في هدْأَتها الفلاَّحونَ
ويبْنون على المنحدراتِ منازلَ من قصبٍ
وقصائدَ شعرْ
وجرى النهرُ إلى البحرْ
والناس إلى القبرْ
وجرتْ أعمارُ الناسِ وئيداً في النسيان
تفتِّحُهُم عند طلوعِ الشمس رياحٌ واحدةٌ
ما تلبث أن تغمضهمْ
عند نهاياتِ العمرْ

ذاتَ صباحٍ من كانون
أصيب النهرُ بشيء كالمسّ
وأحسَّ بأنّ البحرَ يناديهِ
فراحَ يضاعفُ سرعتهُ
وأحسَّ بأنَّ ذئاباً
تفلتُ من أقبيةِ الريحِ لكي تفقأَ عينيهِ
فغادر مجراهُ
وأنشبَ في عنقِ الفلاَّحينَ مخالِبَهُ الخضراءَ
ودقَّ بفأسٍ داميةٍ أعناقَ الزهرْ
يا ليـ .. طا .. ني
صرخ القرويون المذعورون بأصوات
راحت تتعهدها الوديان برمتها
طاني
طاني
طاني
أرجعْ غرقانا من جوف السيلْ
كانت ألسنةٌ تتجمع في حنجرة الغرقى
وتدق بمطرقة
جدران الليلْ
يا ليطاني
طاني
طاني
طاني
ورمى الناس حواتمهم في الماء
رموا طرحات عرائسهم
وأساورهم
ومفاتيح منازلهم
ورموا قمح الأعمار وأرغفة القهرْ
ورموا ما اخترناه من الذهب المتوراث
مهراً للنهرْ
** **
** **
بعد شهور كان النهر يعاود سيرته الأولى
شفافا كدموع العذرائ
وأزرق مثل نجوم الظهرْ
لن يغضب ثانيةً أقسمُ،
لكن الناس،
لكي تصبح للوعد مناعته،
نقشوا احرفه المائية فوق الصخرْ
وبنوا في نفس مكان القرية ديرا
كي يحرس
قانون النهرْ








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




قمصان يوسف
( 11.4k | 5 | 6 )
جبل الباروك
( 9.6k | 5 | 5 )
مرثية الغبار
( 7.2k | 0 | 9 )
الشاعر
( 6.7k | 0 | 1 )
العائد
( 5.2k | 0 | 1 )
الأربعون
( 4.6k | 0 | 4 )
لا تبتعد في الموت أكثر
( 4.2k | 0 | 6 )
المسيني
( 3.9k | 5 | 3 )
حوار مع ديك الجن
( 3.7k | 0 | 1 )
الأعمال الكاملة
( 3.6k | 0 | 1 )
تجليات المرأة
( 3.6k | 5 | 2 )
صوتها ضُمّة برق فوق نيسان
( 3.6k | 0 | 5 )
فراشات لابتسامة بوذا
( 3.4k | 0 | 2 )
وما أنا إلّا فلذةٌ من خيالها
( 3.2k | 0 | 2 )
تفاحة الغياب
( 3.1k | 0 | 3 )
سحابة صيف
( 2.8k | 0 | 0 )
حنين
( 2.8k | 5 | 1 )
الخمسون
( 2.8k | 0 | 0 )
البيوت
( 2.8k | 0 | 1 )
مسافة
( 2.6k | 0 | 0 )
السنديان
( 2.5k | 0 | 0 )
الأسلاف
( 2.4k | 0 | 0 )
الزنزلخت
( 2.4k | 0 | 0 )
الغائب
( 2.4k | 0 | 1 )
تعديل طفيف
( 2.4k | 0 | 0 )
يصغي لأسئلة الأعماق
( 2.4k | 0 | 1 )
خلف دموع الشتاءات
( 2.4k | 0 | 1 )
الصور
( 2.3k | 0 | 0 )
فراديس الوحشة
( 2.3k | 0 | 1 )
تكوين
( 2.3k | 0 | 1 )
عندما يصبح الحبر أعمى
( 2.3k | 0 | 0 )
ماء الغريب
( 2.3k | 0 | 0 )
عزلة الخادمات
( 2.3k | 0 | 0 )
التماثيل
( 2.2k | 0 | 1 )
ألزهايمر
( 2.1k | 0 | 0 )
خالد السكران
( 2.1k | 0 | 0 )
سأحمل صوتك المكسور
( 2.1k | 0 | 1 )
متحف الشمع
( 2k | 0 | 0 )
خلود تنجح في امتحان الموت
( 2k | 0 | 2 )
علي الصغير
( 1.9k | 0 | 0 )
ثلج العام 1958
( 1.9k | 0 | 0 )
الخرّوب
( 1.9k | 0 | 0 )
تأليف-1
( 1.9k | 0 | 0 )
صراخ الأشجار
( 786 | 0 | 0 )
الرحيل إلى شمس يثرب
( 770 | 5 | 2 )
كأنني بحرٌ وأمواجي ورائي
( 412 | 5 | 4 )