ثلج العام 1958 - شوقي بزيع | القصيدة.كوم

شاعرٌ وكاتبٌ لبنانيٌّ تمكَّن من كتابة ما لم يكتب قبله ولا ينبغي لأحدٍ من بعده. حمل بردة عكاظ. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2016-2017 في مجال الشعر (1951-)


1924 | 0 | 0 | 0




لا ظل للأشياء في تلك الصبيحة
لا دليلَ على مكان
كي يعود النسر عن طيرانه
فوق السفوح،
ولا دليل على زمان
كي يفكر عابرٌ
بمصائر الفانين بعد الموت،
فالاشكال رغم غموضها الفتان
بالغة الوضوح
وليس للخطوات ما تخفيه
وهي تشق صدر الارض
بحثا عن معالمها التي طُمسَت،
وقد يتردد الرائي
طويلا
قبل تسمية العناصر باسمها،
إذ لا ملامح للشتاء
ولا مسالكَ أو جهاتٍ
كي يجازف شاعر بالقول:
إن الثلج أجمل في التخيل
منه في ذاك النهار..
وقد يري الرائي قواربَ
من بخورٍ
تمّحي في الصحو،
حيث بلا قوائم أو اشاراتٍ
تمد رؤوسها الاشجارُ
من خلف الضباب
وتختفي للتوّ،
في ذاك النهار الغضّ
حيث تزقزق اللحظات هانئةً
على كتف الهضاب البيض
كان الثلج
يترك إليتيه على الذري
ويغطّ نحو الذكريات
بخفّة العصفور،
أو يغفو علي أيدي ملائكة
سماويينَ
ضلوا الدرب نحو الله
وانتظروا شروق الشمس
كي يجدوا الطريق إلى سماء ما،
وفي ذاك الضحى الثلجيّ
كان يطيب للنفناف
أن ينحلَّ
مثل حمائم بيضاءَ
في أبدية التكوين،
حيث بمستطاع المرء
وهو يسرِّحُ العينين في الأفق
المموّهِ
أن يكون كما يشاء،
فلا رقيب على الظنونْ
وبمستطاع الشعر
أن يتناول الشبهات طازجةً
كما وُلِدَت لأول مرة
وبمستطاع الطفل
أن يتسلق الأيام قبل
أوانها
ويطير فوق الحاجز الزمني
للأعمار،
أو يكبو طويلا
تحت شارب جده المُبيَضِّ
من تعب السنين..
لا ظل للأشياء في تلك الصبيحة
كما أذيّلها بإمضائي
كما لو أنها
صك اعتراف الحالمين
بأنهم عثروا على كنز تبدَّدَ،
لا دليل
على حياة بعدُ
كي أرفو ملامح ذلك الثلج
الذي شحبت ملامحُهُ
كما ترفو النساء، وقد كبرن،
جمالهنّ بإبرة الذكرى..
ولكن
ثَمَّ خلف مساقط الكلمات
وهي تهيمُ
فوق الصفحة البيضاء
ثلجٌ لا يكف عن الهطولْ
** **





























































































الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




قمصان يوسف
( 11.4k | 5 | 6 )
جبل الباروك
( 9.6k | 5 | 5 )
مرثية الغبار
( 7.2k | 0 | 9 )
الشاعر
( 6.7k | 0 | 1 )
العائد
( 5.2k | 0 | 1 )
الأربعون
( 4.6k | 0 | 4 )
لا تبتعد في الموت أكثر
( 4.2k | 0 | 6 )
المسيني
( 3.9k | 5 | 3 )
حوار مع ديك الجن
( 3.7k | 0 | 1 )
الأعمال الكاملة
( 3.6k | 0 | 1 )
تجليات المرأة
( 3.6k | 5 | 2 )
صوتها ضُمّة برق فوق نيسان
( 3.6k | 0 | 5 )
فراشات لابتسامة بوذا
( 3.4k | 0 | 2 )
وما أنا إلّا فلذةٌ من خيالها
( 3.2k | 0 | 2 )
تفاحة الغياب
( 3.1k | 0 | 3 )
سحابة صيف
( 2.8k | 0 | 0 )
حنين
( 2.8k | 5 | 1 )
الخمسون
( 2.8k | 0 | 0 )
البيوت
( 2.8k | 0 | 1 )
دير قانون النهر
( 2.6k | 4 | 1 )
مسافة
( 2.6k | 0 | 0 )
السنديان
( 2.5k | 0 | 0 )
الأسلاف
( 2.4k | 0 | 0 )
الزنزلخت
( 2.4k | 0 | 0 )
الغائب
( 2.4k | 0 | 1 )
تعديل طفيف
( 2.4k | 0 | 0 )
يصغي لأسئلة الأعماق
( 2.4k | 0 | 1 )
خلف دموع الشتاءات
( 2.4k | 0 | 1 )
الصور
( 2.3k | 0 | 0 )
فراديس الوحشة
( 2.3k | 0 | 1 )
تكوين
( 2.3k | 0 | 1 )
عندما يصبح الحبر أعمى
( 2.3k | 0 | 0 )
ماء الغريب
( 2.3k | 0 | 0 )
عزلة الخادمات
( 2.3k | 0 | 0 )
التماثيل
( 2.2k | 0 | 1 )
ألزهايمر
( 2.1k | 0 | 0 )
خالد السكران
( 2.1k | 0 | 0 )
سأحمل صوتك المكسور
( 2.1k | 0 | 1 )
متحف الشمع
( 2k | 0 | 0 )
خلود تنجح في امتحان الموت
( 2k | 0 | 2 )
علي الصغير
( 1.9k | 0 | 0 )
الخرّوب
( 1.9k | 0 | 0 )
تأليف-1
( 1.9k | 0 | 0 )
صراخ الأشجار
( 786 | 0 | 0 )
الرحيل إلى شمس يثرب
( 770 | 5 | 2 )
كأنني بحرٌ وأمواجي ورائي
( 412 | 5 | 4 )