خلف دموع الشتاءات - شوقي بزيع | القصيدة.كوم

شاعرٌ وكاتبٌ لبنانيٌّ تمكَّن من كتابة ما لم يكتب قبله ولا ينبغي لأحدٍ من بعده. حمل بردة عكاظ. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2016-2017 في مجال الشعر (1951-)


2375 | 0 | 0 | 1




خالياً كان قلبيَ من كلّ شيءٍ
سوى رغبةٍ لا تُفسَّرُ
في فكّ لغز النساء المحيِّرِ،
ما كنتُ أسمع في البدء
إلا حفيفا عديم الغصون
لأصواتهنّ التي تتفتّحُ مثل الدبابيس
بين الشرايين،
ما كنتُ أحلم إلا بأجسادهنّ
التي تستهلُّ الصباحات
مع كلِّ طالع شمسٍ،
وفي غفلةٍ من فصول الطبيعة
نوديتُ بالإسمِ
كيما تتمِّم عيناي سحر الأنوثةِ،
واجتاحني وابلٌ من أعاصير
راحت تقضُّ عروقي
ببطءٍ
وتحملني كالصقور مخالبها الجارحهْ
لست أذكرُ من أين هبّت على جسدي
يومَها
روح تلك الفتاة التي انحدرت
من تقافز أحصنةٍ
لم تُرَوَّضْ
إلى شللٍ غامض في العظامْ
ربما من تمايل صفصافةٍ
فوق نهر]
أطلَّت تباشيرها
ربما من تقاطع مجرى الأنوثة
مع رغبتي في استعادةِ
خيطِ الحليبِ الشحيح
الذي قادني نحو سنِّ الفطامْ
كأن لم تهيِّئ لي الأرض عينينِ
إلا لأبصرَ في ضوء ما خلَّفتهُ
انقسام الزهور على نفسها
في عماء الجسدْ
وما كان لهوا بريئاً
على طرقات الطفولةِ
أضحى مطاردةً لا هوادةَ في شجوها
لاحتمالات ذاك القوام
العصيِّ على اللمس،
ما كان اللفجر أن يتفتَّحَ
إلا لينصبَ أقواسهُ
من وراء الجبالْ
ولم يهبط الليلُ
إلا ليبلغّ حدّ السماءِ
جدارُ الظلال التي حالفت نومهُ
في سرير التشهّي،
وما كنتُ إذ ذاك
إلا يتيم الأغاني التي انسابَ
ريحانُها البِكرُ مثل النعاسِ
على غُرَّةِ الأوديهْ
وما كنتُ إلا جريح الرذاذ
الذي كان يحملني نزفُهُ
مثلما تحمل امرأةٌ طفلها
فوق أقمطة الدمعِ،
ألمحني من غيابة ذاك الزمن
راكضا في حقول الصبا
حيث كان النسيم خفيفا
يداعب شعر الفتاةِ
ويتركني عاجزا عن مجاراته
في السديم المهيمنِ،
لا أتذكر من وجهها بعد هذي السنين
سوى الانغلاق الشديد
لأهدابهِ
وهو يجري مع الماء
نحو الشموس التي عكست لونه
في بياض المرايا،
ول اأتذكر
إلا ذراع الخريف الطويلة
تلتفُّ من خلف أحزانها الغابره
ودقّاتِ قلب الينابيع
في صدرها
وهي تنسلُّ من جنح ليلٍ
غزير الطبولِ
إلى جسدي المضطربْ
ذلك الوجهُ،
وجه الفتاة الذي غار
مع ظله الكستنائيّ
في فجوات الدخان العميقةِ،
أين هو الآن؟
هل شاخ؟
هل غضّنتهُ التجاعيد؟
هل ذاب كالمل خلف دموع الشتاءات؟
أو..
ربما لم يُفِقْ بعدُ من نومه
تحت شمس القصيدهْ!
** **




















































































الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




قمصان يوسف
( 11.4k | 5 | 6 )
جبل الباروك
( 9.6k | 5 | 5 )
مرثية الغبار
( 7.2k | 0 | 9 )
الشاعر
( 6.7k | 0 | 1 )
العائد
( 5.2k | 0 | 1 )
الأربعون
( 4.6k | 0 | 4 )
لا تبتعد في الموت أكثر
( 4.2k | 0 | 6 )
المسيني
( 3.9k | 5 | 3 )
حوار مع ديك الجن
( 3.7k | 0 | 1 )
الأعمال الكاملة
( 3.6k | 0 | 1 )
تجليات المرأة
( 3.6k | 5 | 2 )
صوتها ضُمّة برق فوق نيسان
( 3.6k | 0 | 5 )
فراشات لابتسامة بوذا
( 3.4k | 0 | 2 )
وما أنا إلّا فلذةٌ من خيالها
( 3.2k | 0 | 2 )
تفاحة الغياب
( 3.1k | 0 | 3 )
سحابة صيف
( 2.8k | 0 | 0 )
حنين
( 2.8k | 5 | 1 )
الخمسون
( 2.8k | 0 | 0 )
البيوت
( 2.8k | 0 | 1 )
دير قانون النهر
( 2.6k | 4 | 1 )
مسافة
( 2.6k | 0 | 0 )
السنديان
( 2.5k | 0 | 0 )
الأسلاف
( 2.4k | 0 | 0 )
الزنزلخت
( 2.4k | 0 | 0 )
الغائب
( 2.4k | 0 | 1 )
تعديل طفيف
( 2.4k | 0 | 0 )
يصغي لأسئلة الأعماق
( 2.4k | 0 | 1 )
الصور
( 2.3k | 0 | 0 )
فراديس الوحشة
( 2.3k | 0 | 1 )
تكوين
( 2.3k | 0 | 1 )
عندما يصبح الحبر أعمى
( 2.3k | 0 | 0 )
ماء الغريب
( 2.3k | 0 | 0 )
عزلة الخادمات
( 2.3k | 0 | 0 )
التماثيل
( 2.2k | 0 | 1 )
ألزهايمر
( 2.1k | 0 | 0 )
خالد السكران
( 2.1k | 0 | 0 )
سأحمل صوتك المكسور
( 2.1k | 0 | 1 )
متحف الشمع
( 2k | 0 | 0 )
خلود تنجح في امتحان الموت
( 2k | 0 | 2 )
علي الصغير
( 1.9k | 0 | 0 )
ثلج العام 1958
( 1.9k | 0 | 0 )
الخرّوب
( 1.9k | 0 | 0 )
تأليف-1
( 1.9k | 0 | 0 )
صراخ الأشجار
( 787 | 0 | 0 )
الرحيل إلى شمس يثرب
( 771 | 5 | 2 )
كأنني بحرٌ وأمواجي ورائي
( 413 | 5 | 4 )