لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "لثغة شعرية" لـ "رياض ملحم"
لثغة شعرية 0
مشاركة القصيدة
وذاك الذي حجمُه قدْرَ قبضةِ كفّي
يُحبُّكِ مقدارَ ما لوّحَتْ أعينٌ لبكاءِ الأكفِّ
وكان بريئاً يظنُّ الجناسَ حراما..
ويلثغُ كالطفْلِ حين يشذُّ كلاما..
أقولُ لقد كان يسبحُ فيَّ الحبيبُ كموجةِ صيفِ
يقولُ لقد كان يذبحُ فيهِ الحبيبُ بلُجّةِ سيفِ
وما الشعرُ إلاّ كلثغة آدم في البدْء حيثُ المعاجم خزّانُ معنىً سخيٍّ ولكنّ كأساً منَ النبْعِ تكفي
لكي يرتوي ظمأٌ خارجٌ عن ضفافِ المُقفّى
وينزاحَ حبرُ المُقفّي..
أعيرُ حنينَ اليتامى لكلِّ الثكالى وأمضي لأمّي خفيفا
وما زالَ قلبي على نزفِه المُشتهى إنّما دون نزفِ..
وأعرى كغُصنٍ
تنامى يباسُ يديه تماما
وحطَّ الخريفُ عليهِ وناما..
فمُرّي اكسريني لِماما
ولمّي الحفيفا..
بعطفٍ وقطفِ..
فقد زنّرتْ كفُّكِ المُنتقاةُ
وصالَ الرؤى بالمجازِ المُغنّى
مزاجَ الندى في زجاجٍ تمنّى
سيولَ يديك على وجهِهِ مثلما سالَ وجهُكِ فوق المرايا
فكان حزامُ النوايا وكانتْ جهاتُ الشظايا
وكنتِ بكُلِّكِ أسماءَ نزفي ونَسْفي
وكنتُ إذا حلَّ شوقُ العناقِ
أًعانِقُني وأعيشُ بنصفي
سقيْتُ ينابيعَ عيني فسالتْ خريراً خريرا
كأنّ أنيناً يرتّلُ نصَّ الضفافِ بحُزنٍ مُلِحّّ
فلا فرق بين عيونٍ تسيلُ ونهرٍ يسيرُ
فكيف أصيرُ بكاءً غزيرا
وعيناً تذوبُ لتُسْقي غريزةَ رشْفي
وكيف أميلُ لمجرى الخيالِ المُبلَّلِ بالماءِ والملحِ
ميلَ السحابِ لفطرتِه أنْ يكونَ مطيرا
كأنّ ارتطامَ السماء غيوماً غيوما
يُشابه عينيّ حين ترجُّ المُسالَ الكتوما
وتهدأُ لكن لكي تشتهيني بِرَجْفي..
يُحِبُّكِ هذا الصغيرُ الذي يحتمي داخلي من هواء زمانٍ يُبعثِرُ في وطنِ الحبِّ مديحَ المنافي
ويهجو الحنينَ إذا حطَّ فوق الوداعات،
فوق تلاويح منفىً لمنفي..
وهذا الصغيرُ يُحبُّكِ مثلَ الوَمَى في اكتظاظِ اللسانِ..
يلاعِبُهُ اللاكلامُ بصوتٍ طريٍّ يُقاومُ فيه صلابَةَ حرفٍ تشدُّ سلاسلَ حرفِ..
ويخرجُ عن لغةٍ لم تُؤوّلْ معاني المكانِ
ويدخلُ بابَ التخفّي..
فتىً زلّ خطوُهُ عن فمٍ ظلَّ حيناً حبيسَ الكنايةِ..
يهوى بلا سببٍ علّةً تقنصُ البدْءَ مثل وجوه النساءِ
يهوى على سببٍ كي يقدَّ هوَ الثوبَ بدءًا وثمَّ تُغَلَّقُ عند المساءِ
عيونُ الروايةِ
يُراهِقُ قلبُه للرملِ فيهِ.. لخيل التشهّي
يطنُّ إذا ما ألاحَ برمشيهِ، نحلُ التلهّي
ويغرقُ عطفاً بقطر الندى فوق تنهيدةٍ لا نهدْ
ويقطفُ وردَ قوافيهِ
من تيهِ عينيهِ سجْداً وليس جسدْ..