ما زال "كارَه" في مكانه (1)
شعر: مؤيد طيب
ترجمة: ماجد الحيدر

الى الشهيد (محمود إيزدى)(2)
غزال .. يا غزال !
من قال لك ؟
أنّ غولاً مخيفاً أتى
وحط يديه تحت "كاره"
ليحمله بعيداً عن أرضنا !؟
من قال لك ؟
أن الماءَ رحل عن أنهارنا !
وأن الشتاء خاصم السنة..
ولن ينزل المطر والثلج فوق ترابنا !
من قال لك ؟
أن ماسورة بندقية راعي قريتنا
قد لفها البرد
ولن يظل بقريتنا
معلفٌ أو قطيع أغنام !
من قال لك ؟
أن ليلَ "أهريمن" قد طغى (3)
وأن نار "زرادشت" وعينيه
قد انطفأت فوق الجبال ؟
من قال لك ؟
أن (عَمي كوزي) هجر حصنه (4)
ومات في مصائف الأعالي !
لا يا غزالي لا !
ما زال "كاره" في مكانه
ما زالت الوعول ترعى
ما زال الماء في سواقينا
ما زالت أنهارنا جاريات
السنة والشتاء والثلج
ما تخاصموا قط
وما زالوا رفاقاً
بندقية الراعي لَمّا تزل ساخنة
والقطعان تملأ قريتنا.
لسوف تموت ظلمات "أهريمن"
ولن تنطفئ نار "زرادشت" وعينيه
(عَمىَ كوزىَ) ورفاقه
ما هجروا حصونهم.
أنصِت ...
كيف يهتفون في الأعالي
كيف
في
الأعالي
يزأرون !
دهوك 1979

(1) كاره "بالكاف الأعجمية" جبل يبلغ ارتفاعه 2151 م عن سطح البحر ويقع شمال شرق مدينة دهوك.
(2)الشهيد محمود ايزيدي. إسمه الحقيقي ( هاشم الياس سلو): مقاتل بيشمركة قيادي لقب بأسد باعذرة و فهد جبل كارَه. أغتيل غدراً سنة 1979. له تمثال يشرف على مدخل مدينة الشيخان.
(2) أهريمن : اله الشر والظلمات في الزرادشتية ويقف نقيضا لإله الخير والنور "أهورا مزدا".
(4) من أبطال الحكايات الشعبية الكردية.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ ماجد الحيدر)

---