الكراهية - فيسوافا شيمبورسكا | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة ومترجمة بولندية حاصلة على جائزة نوبل عام 1996 (1923-2012)


1796 | 5 | 2




انظر
كيف لا تزال بارعة
وعفيّة،
كراهية العصر.
كم برشاقة تتخطى أعتى الصعاب،
كيف تنقض بسرعة فتردينا أرضًا.

ليست كالمشاعر الأخرى
شابة وعجوز في آن واحد،
تلد بنفسها أسباب حياتها.
وحين تنام، لا ترتاح أبدًا
الأرق لا يضغف، بل يزيد قوتها.

دين أو آخر-
مهما يكن مستعدة دائمًا،
وطن أو آخر-
كل شيء هو نقطة انطلاق.
العدل، أيضًا، جيد كبداية،
حتى تمتلك الكراهية زخمها الخاص.

الكراهية. الكراهية،
وجه متقلص بفعل نشوة مثيرة.

أوه، تلك المشاعر الأخرى،
الكسولة، الضعيفة
متى ألّف الإخاء بين الحشود؟
هل لمرّة أنهت الرحمة السباق أولًا؟
هل استنفرت الريبة التابعين أبدَا؟
الكراهية، وحدها تملك مقومات نجاحها.

موهوبة، قادرة، ومثابرة
هل علينا الإشارة
للأغاني التي ألفتها؟
الصفحات التي اضافتها لكتب التاريخ؟
أو الأبسطة البشرية التي مدتها فوق مساحات لا
تحصى من المدن وملاعب الكرة؟

لنكن صرحاء:
الكراهية
تعرف كيف تخلق الجمال؛
مدهش بريقها في سماوات الليل
دخانها الأسود هو الأجمل في الغسق الوردي.

الكراهية
سيدة المتناقضات- بين انفجارات وسكون،
دم أحمر وثلج أبيض.
وقبل هذا كله، لا تملّ أبدًا من تكرار نفسها- جلاد جاثم
فوق ضحية منهكة.

مستعدة دائمًا لمهام جديدة
وإن كان عليها الانتظار، ستفعل.
يقولون إنها عمياء. عمياء؟
بعيون قناص حادة
تنظر بثبات نحو المستقبل،
إذ وحدها من يستطيع.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ ضي رحمي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.