كَمَا لا يُحِبّ - سلمى فايد | القصيدة.كوم

شاعرةٌ مصريّةٌ (1985-) لا تقلُّ أهميّةُ تجربتِها في قصيدة التفعيلة عن أهميّة الفرس في تاريخ العربيّ.


754 | 0 | 0 | 0




كمَا لا يُحبُّ
سينهَضُ مِنْ حُلْمِهِ
هابِطًا
مِنْ كواكِبِ نشوتِهِ المُشتهَاةِ
لينزِلَ أرضَ الجِناياتِ
يهمسُ مِنْ غيرِ بُدٍّ:
لماذا نعودُ؟
يُربّتُ كأسَ الصُّعودِ الأخيرِ
ويلعنُ قسوةَ شمسِ الصّباحِ
الّتي
لا تضِلُّ الطّريقَ إلى لَيلِهِ
ثمَّ يكتبُ
فوقَ الجِدارِ "المُكدَّسِ":
لن يستريحَ الحديدُ
ولن تتعبَ القاطِرةْ!


كما لا يُحبُّ
سيترُكُ بابَ الحديقةِ مُنفتِحًا
للضّفادِعِ والنّاهِبينَ
ويمشي..
إلى طينةِ الواقِعيَّةِ
لن يستديرَ لكي لا يُهيِّجَ ثورَ الفضيلةِ
في قلبِهِ..
ما الفضيلةُ؟
لن يستطيعَ الجياعُ الجوابَ
ولا يسمعُ الرّاحِلونَ السُّؤالَ
وما زالَ قَومُ الحداثةِ
مُنشغِلينَ بحربِ السّماءِ الطويلةِ
ماذا تقولُ الفضيلةُ؟...

كَما لا يُحِبُّ
سيكتُمُ أُغنيَّةً في البُكاءِ
ويسمعُ صوتَ انفِجارِ العنادِلِ في قلبِهِ
قد يُجرِّبُ تعطيلَ عَينَيهِ
كي لا تَسِيرا وراءً
إلى ما يخافُ
ويتركُ للرّيحِ وهمَ العدالةِ


مُنسحِقًا
بينَ أيدي بناتِ اللَّيالي
سيطلُبُ مِنْ كلِّ واحِدَةٍ
أنْ تُوقِّعَ وَشمًا على صدْرِهِ
كي يُشوِّهَ صورتَها
سوفَ أشربُ
أشربُ..
حتّى أصيرَ رذاذًا
تُجمّعهُ غيمةٌ
ثمُّ تسقطُ في أيِّ أرضٍ
لكي لا أعود..
لماذا أعود؟
هُزِمْتُ
وما زالَ فيَّ الحنينُ يرِفُّ
على مائِها..
كنتُ أعطشُ
أعطشُ
لو كِدتُ أنسَى ندَاها
ويشربُني الدّمعُ كي أذكُرَهْ


كما لا يُحِبُّ
سيجلِسُ في مجلسِ الأدعياءِ
ويُصغي لزنِّ الدّبابيرِ فيما يُقالُ
سيسكُبُ خمرتَهُ للجميعِ
ويمضي
وقدْ أسكرَتْهُ مُشاهَدةُ الجالِسينَ
وهُمْ ينتشونَ انتِشاءَ الصِّغارِ
يخِرّونَ مُنكفِئينَ على جانِبَيهِ
فَيبقَى وحيدًا
يُغازلُ ليلَتَهُ المُقمِرةْ!


كما لا يُحِبُّ
يعودُ إلى كأسِهِ
ثمَّ يصعدُ..
يمدحُ وحدتَهُ في الفراغِ المُعبّأِ بالصّاعِدينَ
إلى الوحدةِ المُشتهاةِ
لماذا نعودُ؟
ويكتبُ:
لنْ يُفسِدَ القلبَ ألّا يعودَ
ولكنْ
ستوديْ بهِ الذّاكِرةْ


أكتوبر 2016


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.