أجرحُ نفسي - سلمى فايد | القصيدة.كوم

شاعرةٌ مصريّةٌ (1985-) لا تقلُّ أهميّةُ تجربتِها في قصيدة التفعيلة عن أهميّة الفرس في تاريخ العربيّ.


504 | 0 | 0 | 0




أجرحُ نفسي
لِألوّنَ أجزاءً ناقِصةً
في الفكرةِ
من حقِّ الرّسّامِ الفكرةُ
والمَعنى
من حقِّ اللوحةِ
. .
.
والحقُّ فتاةٌ
فتحتْ أبوابَ حدائقِها
للقِرَدةِ والأرضِ الحيَّةِ..
خافَ القِرَدةُ منها
وتخَلَّتْ عنها الخُضرةُ
طارَدَها الحجَرُ
وما يمشي فوقَ الحجرِ
وعاقبَها الكوكبُ
باللّعنةِ والتغريب
. .
أجرحُني
كي تُصبِحَ جزءًا منّي
الدّمُ والحبرُ
شقيقانِ
وفرّقَتِ الكِذبةُ بينهُما
. .
وأنا
والإبرةُ في جنبي
أمنحُكَ
–وأنتَ دَمِي-
فرصةَ أن تفتحَ لشقيقِكَ
حِضنَكَ
تقِفُ الغُربةُ عندَ حدودِ الجرحِ
ويُصبِحُ جِلدي
آخرَ مرحلةٍ في الرّحلةِ
. .
أجرحُ نفسي
كي يُشفَى جرحٌ في نفسي
ولِأُوجِدَ
بيتًا في اللوحةِ
لفتاةٍ
فتحتْ كلّ حدائقِها
فانكتبَ عليها الهرَبُ
إلى الأبدِ. .
. . .
ودَعَوتُكَ
أكثرَ مما يدعو الدرويشُ خرافتَهُ
كي تُطعِمَ بالي بنشيدٍ
عنكَ وعنّي
ترسُمَني
مثل تُفكّرَ فيَّ
فتمنحَني المعنى
كالرّسّامِ ولوحتِهِ
تُنشدُ لي
أنّكَ إنسانٌ
توّههُ الدّورانُ الأبديُّ
إلى أن وجدَ الشجرةَ
في صوتي. .
وبأنّكَ جنّيٌّ
غلبانْ
لعنَتْهُ عشيرتُهُ
ونفَتْهُ خراباتُ الإنسانْ
فتلمَّسَ بيتًا وسطَ دَمِي
وتمشَى حُرًّا في الشّريانْ
. .
تكتبُ لي
لستِ مُقدّسَةً
لكنَّكِ
ظهري وضياعي
أرتاحُ إليكِ
وأعرفُ نفسي في نفسِكْ
وأموتُ
أموتُ على أمَلِكْ
. . .
وتَراني
والعالمُ يذبحُ صانِعَهُ
أجرحُني
من قبلِ العالمِ
فأجدُكَ الفِكرةَ
واللوحةَ
والنُّقصانْ





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.