رُدِّي وَرائِي البابَ - محمد عرب صالح | القصيدة.كوم

شاعر مصري حاصل على العديد من الجوائز العربية (1990-)


431 | 0 | 0 | 0



رُدِّي وَرائِي البابَ لَيْلًا لِأَدخُلا
فإنِّي أُسَمِّي "خارجَ البَيتِ": مَنْزِلا

كأنيَّ..
مِصباحٌ تَوطَّنَ شارِعًا
وكانَ رَبِيبَ السقفِ لكنْ تَرَجَّلا

أو الحَجَرُ المَركُونُ في فُرنِ بَيتِنا..
تَوسَّدَ عُشبَ الحَقلِ
إذْ صَارَ مِنْجَلا

أو القبلةُ المُلقاةُ مِن فَمِ عاشقٍ
على مَقْعَدٍ خالٍ..
لِقاءً مُخَيَّلا

مَرَرتِ على بالي فَأوْرقَ وَردةً..
وأَقبَلَ حُزني باسِمًا مُتَهَلِّلا

تَقُولِينَ:
هلْ سَعْيًا إلى النَّصرِ في الهَوى
نَزلتَ إلى حَربِي الصَّغيرةِ أَعزَلا ؟

كَأيِّ مُريدٍ صادَفَتهُ عَباءةٌ
تَحَيَّرْتُ إثْرَ السُّؤْلِ بينَ نَعَمْ، ولَا

مَسارحُ كانت أمْ مَصارِعُ.. حِينما
تَراءَتْ وَرا الجَفْنِ الذي كان مُسْدَلا

تَراءتْ حضاراتٌ
على الجِيدِ عُلِّقَتْ..
وفي مَوطِئ الكَعبَيْنِ
عُزّالُكِ الأُلَى

مَضَيْنا معًا فيها فُراتًا ودِجْلَةً..
وما كُنتِ "بَغدادًا" ولمْ أَكُ "بابِلا"

يَدايَ _كَما قالُوا_ جَناحَا فَراشَةٍ
تَذُوبُ إذا ضَوءٌ خِلالِي تَوَغَّلا

فكانَ اشْتِعالي في المساءِ نُبوءَةً..
عَنِ الجَمْرةِ المُلْقاةِ صَوْبَ "أَبِي العَلَا"

أنا جَبَلُ الثلجِ الذي باتَ راجِفًا..
بِأنْ قِيلَ:
صَيفٌ قَبْلَ يَوْمَيْنِ أَقْبَلا

مُقامِي كَلامِي
حينَ صارَ مَدينةً..
وصَمْتِي جِبالٌ لمْ تَصِرْ بَعْدُ جَدْوَلا

وليسَ على الأيامِ حينَ تَكِرُّ بِي
سِوى أنْ تَراني نَصْلَها المُتَنَصِّلا




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.