حَكايا "إِلْيَانُور" الشاطِئِيَّة.. - محمد عرب صالح | القصيدة.كوم

شاعر مصري حاصل على العديد من الجوائز العربية (1990-)


888 | 0 | 0 | 0






إلى المُضِيئَةِ.. في رِوايَةِ "الكَلِمَة المَكْسُورة"..


قالَتْ لِقِدِّيسِها النَّهْرِ الحَزينِ:
صَهٍ..
سَأُفْصِحُ الآنَ عَنْ سِرِّ الأُلَى جَاؤُوا

كانُوا عَلَى هامِشِ الأحْزانِ
والتَحَفُوا "بِغِنْوَةِ" الوَرْدِ،
والذَّنْبِ الذي باؤُوا

وأطْنَبوا في الرِّثاءِ..
اسْتَنْطَقُوا لُغَةً
مَجازُها قَلَّما يَنْساهُ رثَّاءُ

تَيَمَّمَ النَّايُ مِنْ أشْلاءِ دَمْعَتِهِمُ
وحِينَما سَمِعُوا تَغْريدَهُ ضاؤُوا

وما الأغانِي؟ تُسَرِّي هَمَّ مَنْ رَحَلُوا
وفي جَنائِزِهِمْ تَمْرٌ وحِنَّاءُ

مُوَدِّعينَ الصَّبايا المُورِقاتِ صَبًا
خُدودُهُنَّ مِنَ التَّقْبيلِ خَضْراءُ
وما البِلادِ اليَتامَى؟ لا يَلُوذُ بِها
إلاَّ نَبِيٌّ عَلَى الأشْواكِ مَشَّاءُ

تَقُولُ للطِّينِ:
يا صِدِّيقَ نُطْفَتِنا..
أبي أبوكَ وأَرْضَعَتْكَ "حَوَّاءُ"

لِمَ انْتَهَكْتَ صباحًا سُنْبُلاتِ أبي
وقُلْتَ للقَمْحِ:
مِنْ راعِيكَ أَسْتاءُ؟!

أَمَا بَكَتْكَ مَساءً بِنْتُ حِنْطَتِنا
إِذْ تُقْسِمُ الرِّيحُ أن الشَّمْسَ عَمْياءُ؟!

هذا رِثاؤُكَ يا "طِينُ ابنُ قَرْيتِنا"
بَعْدَ افْتِرائِكَ لَا تَرْثِيكَ "خَنْساءُ"

تَقُولُ لِلْحُزْنِ:
يا أَوْفَى أَقارِبِنَا..
وَلِيُّكَ اللهُ هلْ في الهَجْرِ ضَرَّاءُ؟

هلَّا سَتَرْحَلُ، أَمْ في القَبْرِ تُؤْنِسُنَا!
كَفَى أَنِيسًا بِحِضْنِ القَبْرِ ظَلْمَاءُ

يُجِيبُها الحزْنُ: يا أنتِ التي سَأَلَتْ
كَيْفَ الرَحيلُ وسَاقُ العِيرِ عَرْجاءُ!

وعَنْ فُوادِ الفَتَى المُضْنَى
إذَا رَأَفَتْ بِهِ السِّهامُ
تَوَلَّى الفَتْكَ سَمْرَاءُ

مُلْقًى.. يَرُدُّ سَلامَ العابِرَاتِ بِهِ
_ مِنْ سكْرَةِ الجُرْحِ والتَّدْماعِ _ إِيماءُ

يا هَذهِ.. هذهِ أشْعارِيَ انْكَسَرَتْ
وأسْنَدَتْها إلَى العُكَّازِ "صَنْعاءُ"

فُرُحْتُ أقْرَعُ بابَ "اللهِ" عَلَّ نِدَا
الظَّمْأَى لَهُ في سَماءِ "اللهِ" أصْداءُ

الشاهِدُونَ سُجُودٌ والسَّماءُ بَكَتْ
شِعْرًا.. وتَعْكُفُ للتَّرْنيمِ عَذْراءُ..

يا أيُّها الماءُ يا عَطْشانُ.. جِئْتُكَ
فاشْرَبْني عَلَى مَهَلٍ يا أيُّها المَاءُ



***





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.