بطاقة تعريف - محمد المؤيد المجذوب | القصيدة.كوم

شاعر سوداني يدرس الهندسة الميكانيكية بجامعة الخرطوم (1997-)


259 | 0 | 0 | 0



الآن ..علي ان اثبت للعالم ان كفا وحيدة يمكنها أن تصفق

وعلى ان تثبت له ان فرقعة اصبعين لا تحتسب تصفيقا


عرفت رجلا كان يمشي وتنبت خلفه الأزهار ..
يخرج كل يوم من قلبه منديلا ليمسح دمعة عن خد زهره
ولا تنتهي مناديله
ولا ينتهي الطريق



عرفت فتاة كانت تمشي وتهوي خلفها الكواكب
تواسي كل ليل نجمة وتدفنها في شعرها
لكنه لا يضيء


عرفت أبوابا اخلفت وعدا مع الصرير فتحولت إلى مسافرين ثم نسيت الطرق على نفسها


عرفت بحيرات صناعية جميلة مثل البحيرات الطبيعية

عرفت ان الإفراط في شيء لا يعني بالضرورة انتماءنا إليه

كثرة الحديث علامة استغاثة
وقلة الحديث أيضا

حبك الحياة لا يعني ان لا وجود للموت

ومغفرتك المتفانية لجرح لا تعني اختفاء الندبات


عرفت أني وحيد
وكما عرفت انا
عليك ان تعرف أيضا

انك وحيد في نهاية الأمر ..
في زمن القطارات السريعه وشركات التداول والبورصة


بصمة وصورة بخلفية بيضاء تكفي لتعريفك في انظمة القرن

اما انا اعرف عنك شيئا واحدا

اعرف عنك انك تضحكك كثيرا ..

اعرف حبيبتك التي استبدلت احلامها بحقيبة سفر
لترسم يدا حنونة في غرف قلبك ..


اعرف انك تأكل الكثير من الوجبات السريعه الممتلئة بالدهون في محطات الميترو

اعرف انك تعطي ماتبقى منها لقطة لم ينتبه لجوعها سواك خارج المحطة


اعرف عنك انك تضحك كثيرا


اعرف عنك شيئا واحدا اخر ..انك حزين


اخبرني ياصديقي ..
الا يعني اختفاء رجل وحيد وفتاة وحيدة وبابا وبحيرة صناعية وحديثا وحبا ومغفرة وجرحا والكثير من الحزن

الا يعني اختفاء هذه الاشياء معا تحول قلبك لقطعة من قطع القرن العجيب هذا

بماذا يمكنك ان تقايض قلبك ؟
وهل يمكنه الفوز في سباقات الاسهم ؟

بعد ان كنت تشعر بحنين الرجل
وحزن الفتاة
وجمال البحيرات
ومعنى الكلمة
وتحتفي بصرير الأبواب واللقاءات بعد الغياب
وبعد ان كنت تحفظ أغاني الحب
كنت تحزن وتغفر للجرح
وكنت تحب الندبات وتراها زينة

الان عليك ان تصفق فقط ..

عليك ان تصفق للعالم ان حولك لبطاقة تعريف رقمية وصورة في جواز سفر

في كل الاحوال
اليد الواحده لن تصفق
والرجل والفتاة كل واحد منهما في قارة برقم تعريف مختلف لذا لن يلتقي الحنين بالحزن ابدا
البحيرات متشابهة
والحزن عادتك القديمة اصبح شيئا يعيقك فقط
اما الندبات كثيرة لكنك لا تستطيع ان تحبها فعمليات التجميل اخفتها عن اعين الناس ..
الندبات نقص في هذا الزمان لذلك عليك الا تحبها

وتذكر
..انت مجرد رقم ..
وصورة بابتسامة مصطنعة غير واضحة لتساعد شرطيا في التعرف عليك ان قررت الخروج عن المنظومة واحتضان حزنك ...


وفي كل الأحوال
كل ماتبقى لك ان يدك الأخرى
لاتزال تطعم القطط في الشوارع
لذلك عليك ان تفرقع اصابعك فقط
ربما يفهم العالم انك تصفق له
وربما لا
















الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




ذاكرة الرصاصة والحب
( 1.1k | 0 | 2 )
كــأفكارِ النّدى
( 940 | 5 | 2 )
مترعاً بالخوف
( 865 | 5 | 3 )
عرض نهائي لأسماء متفرقة
( 841 | 0 | 0 )
اللحظة التي لم تذكرها
( 666 | 0 | 0 )
نوتَــــة
( 642 | 0 | 0 )
فداحة الربيع
( 620 | 0 | 0 )
قال لي الغراب
( 604 | 0 | 0 )
صورة للخلود
( 592 | 0 | 0 )
آخر أنشودة للحنين
( 576 | 0 | 0 )
يوتوبيا الجنود
( 562 | 0 | 0 )
طفلُ أوجاعِ الربيع
( 557 | 0 | 0 )
مناجاة أخرى للجرح تحت الثقب
( 556 | 0 | 0 )
منفذ للأسئلة
( 548 | 0 | 0 )
خطابُ العودِ للعازِف
( 530 | 0 | 0 )
انفلات
( 528 | 0 | 0 )
ثقب مضيء
( 523 | 0 | 0 )
ويقر آخر
( 485 | 0 | 0 )
وجهان للميناء
( 421 | 0 | 0 )
ثلاث احتمالات لقلب مكبل
( 373 | 0 | 0 )
رسائل جسد هزيل لظل حالم
( 373 | 0 | 0 )
ست أغنيات لقلب
( 360 | 0 | 0 )
نافذة على غد مجهول
( 335 | 0 | 0 )
بين سرٍّ وسر
( 328 | 0 | 0 )
المشترك بين اسمها والربيع
( 301 | 0 | 0 )
خفيف جانبي الأيسر اليوم
( 294 | 0 | 0 )
بداية لهزائم شتى
( 289 | 0 | 0 )
أتسلبنا الحياة هوى مباحا
( 232 | 0 | 0 )
كف متعبة
( 221 | 0 | 0 )
برقيةٌ في شُباك الليل
( 221 | 0 | 0 )
انا حُلم السراب بان يكون بحيرة مَرّه
( 205 | 0 | 0 )
بعض ما أغفل الطين
( 183 | 0 | 0 )
تغيبُ عن الوعي ٲحلامُنا
( 172 | 0 | 0 )
ساحلم
( 166 | 0 | 0 )