على سُبُلٍ من غِناء - يونس محمد | القصيدة.كوم

شاعر مصري (1993-)


429 | 5 | 0 | 1




ماذا لو ارتَحنا قليلًا،
وانتَشَيْنا بالسَّماءِ مَعًا، وأمطَرْنا مَعًا،
وارتاحَتِ الأرضُ الحكيمةُ من دُوارٍ مُزمِنٍ،
وارتاحَ تمثالٌ عزيزٌ من زمانٍ لا يَدورُ،
ولا تُطايِرُهُ الدفاتِرُ في الهَواءِ الحُرّ ؟!

أهذِي قَدْرَ ما أحبَبْتُ خَمرةَ وَحدَةٍ زرقاءَ
أنسَى مَوعِدِي ولآخَرٍ أسعَى
وأعرفُ أنَّ باخِرَةً
غدًا ستُواصِلُ التَّلويحَ للبَرِّ الغريقِ
: متَى غدي ؟
- ما أجملَ الدنيا، وما أبهى الغيابَ مَعًا حبيبي.
: هل سَننسَى اليومَ أنَّ اليومَ فاتَ ؟
- نعم سنَنسى أنَّ ذاكرةً ستَغرَقُ
في هَواءِ الصُّدْفَةِ البيضاء
غَنِّ مَعي حَبيبي للهَوَاء ..

في الليل أعياني بقِصَّتِهِ الحزينَةِ
قالَ لي : إني غريبٌ
والهَواءُ الحرُّ بوصلتي
أنا ظلُّ السَّماءِ
وضَلَّتي في الليلِ وَجهي
دمعتي الشمسُ التي رقَصَتْ على مَوجي
ولي مدًى عارٍ من الشُّطآنِ و الجُدرانِ
لي عينانِ زرقاوانِ من أثَرٍ
وسَوداوانِ من أثَرٍ
ولا قَلبٌ لَدَيَّ ولا يَدانِ
وحاضِري مُتحدِّرٌ بغَدي
فَغَنِّ مَعِي حبيبي للزمانِ
عسَى يُلِمُّ بموعِدِي !

قلتُ انتَظرْني أيها البحرُ، انتظرني
بينَما الدنيا هي امرأتي
التي يتَحَدَّثُ الشُّعراءُ عنها
لا أغارُ على يَدَيها من تَوَحُّشِهِم،
ولكنّي وحيدٌ قَدْرَ وَحشَتِهِم بها
مُستَغرِقٌ قَدْرَ التَّوحُّدِ بالحياةِ وظِلِّها
فلْتَعتَصِرْ في الموجِ قلبي، وانتَظِرْني
ولْنُغَنِّ معًا حبيبي للحياة !




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.