والهة - عبدالله أبو شميس | القصيدة.كوم

شاعر عربي من الأردن (1982-). صدر له المجموعات الشعرية "هذا تأويل رؤياي" و"الخطأ" و"الحوار بعد الأخير" و"شهود غزة" و"المنسيات". إضافة إلى ترجمة "اللانداي".


490 | 0 | 0 | 0




عنكبوتٌ أكملتْ
منذ شهورٍ
بيتَها في حجرتي
وأقامتْ
فوق جدران السكينةْ

وإلى أسفلَ منها
خنجرٌ يلمعُ
يستكشف أعماقي الدفينةْ

وأنا أسأل نفسي
كلّ يومٍ:
ما الذي تنتظرينهْ؟

هرِمَ الشابُ الذي
كنتِ زماناً تعشقينهْ..
خرِفَ الشيخُ الذي
كنتِ زماناً تعشقينهْ..

يشتري الأشجار كي يقطعها!
_ فلماذا تقطع الأشجار يا شيخُ؟
_ لكي أصنع ألواحاً
_ لماذا تصنع الألواح يا شيخُ؟!
_ لكي أبني سفينةْ

_ ليس فيما حولنا بحرٌ ولا نهرٌ
_ سيأتي مطرٌ كالبحرِ من أعلى
ويأتي مطرٌ كالبحر من أسفلَ
_ في تموزَ؟!
_ في تموزَ!
_ يا شيخُ، سماءُ الله زرقاءُ
_ سماءُ الله ملأى بسحابٍ أسودٍ
لا تبصرينهْ!
****

واثقٌ أنتَ
بميعاد السماءْ

لا ترى في الأرضِ
أشجاراً وأزهاراً وشوكاً
وترى في الأرض ماءْ!

أيها الشيخُ
الذي أهديتُهُ
كلّ عناقيدي الثمينةْ

أنتَ ضيّعتَ شبابي وسنينهْ

ليت لي قلباً
سوى قلبي
لأسقيكَ،
كما أسقيتني،
كأس الضغينةْ

جوّدِ القاربَ يا نجّارُ!
زوّجْ كلَّ لوحيْن بمسمارٍ
وحاذر من ثقوبٍ
(كالّتي ما بيننا)
تخذل أضلاعاً متينةْ..

واثقٌ أنتَ
بميعاد السماءْ

لا حصى الصِبْيةِ تؤذيكَ
ولا ضِحكُ النساءْ

فغداً تهطل في تموزَ
أمطارُ الشتاء!

وغداً تَغرقُ
في الماء المدينةْ
غير نوحٍ
سوف تنجيه السفينةْ!
***

ليتها تمطرُ طوفاناً
وتَمْحوني
وتمحو قصةَ الحبّ اللعينةْ!
___




* والهة: اسم امرأة نوح، كما ورد في بعض الروايات.


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.