صليب 2014 - عبدالله أبو شميس | القصيدة.كوم

شاعر عربي من الأردن (1982-). صدر له المجموعات الشعرية "هذا تأويل رؤياي" و"الخطأ" و"الحوار بعد الأخير" و"شهود غزة" و"المنسيات". إضافة إلى ترجمة "اللانداي".


643 | 0 | 0 | 0




كنتُ أنزعُ من حول زيتونتي
عُشُباً فاسداً
عندما أقبلوا..
لم أعد أتذكّرُ
كم رجلاً وامرأةْ
ربّما خمسةً..
ربّما عشرةً..
أو مئةْ
وصديقي يهوذا
يشير بإصبعه نحو فأسي
ويرسم دائرةً حول رأسي
فيندفعونَ إليها/ إليَّ
وأسقطُ.. أنزفُ.. أصرخُ..
لو سمعوني
****
"إخوتي..
أصدقائي..
خصومي"
صرختُ بـهِم
وأنا تحت أقدامِهم
"أنا لستُ المسيحْ!
فلماذا تريدون أن تقتلوني؟!
ليس لي معجزاتٌ
ولم أمشِ يوماً على الماءِ..
لم يصبحِ الماءُ خمراً بكأس يقيني
ولم أتكلّمْ بمهديَ
( هذا أنا قد بلغتُ ثلاثينَ عاماً
وما زلتُ أخطئ في التّهجئةْ
ولسانيَ تعقده التأتأةْ)
ليس لي أصدقاءُ كثيرونَ
حتّى أمدَّ لهم في عشائيَ مائدةً!
أُنظروا ما لديَّ:
رغيفٌ كفيفٌ
وقطعةُ جبنٍ
وحبّةُ تينِ
قل لهم يا يهوذا
ألسنا وحيديْنِ منذ الطّفولةْ؟!
قل لهم يا شبيهيَ
كيف اختصرنا الشّبابَ لأنّا وحيدانِ
نحو الرّجولةْ
قل لهم يا يهوذا
(فصمْتُك يقتلني)
إنّ بنتي الوحيدةَ عمياءُ
عمياءُ نور عيوني..
ما تركتُ طبيباً بكلّ القرى
لم أعلّقْ على بابهِ خيبتي
ما تركتُ مسيحاً يبشّرُ
إلاّ وقبّلتُ أقدامَهُ
كي تعود لها النّظرة اللؤلؤةْ
ورجعنا بأعيننا المطفأَةْ..
***
إخوتي
إخوتي
إخوتي
أنا لستُ المسيحْ!
أنا لستُ المسيح الصّحيحْ!
فدَعوني أواصلُ دربَ شقائي
كأيّة دودةِ أرضٍ
دعوني،
أنا الطّينَ،
آكلُ طيني
ولا ترفعوني
على خشبٍ في العراءِ
ولا تصلبوني..
****
ولكنّهم صلبوني..





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.