نهر على حافة اللوحة - علي خالد العيثان | القصيدة.كوم

شاعر عراقي


474 | 0 | 0 | 0




فلتقفزي ها هنا أرضٌ مبللةُ
بالماءِ والقمحِ والماضينَ مؤمنةُ

فلتقفزي إنَّهُ حقلٌ يكوّنهُ
تثاؤبٌ من شفاهِ الغيمِ منفلتُ

أنثى تلملمُ نهرًا في أصابِعها
وكلَّما أومأت تنسابُ أشرعةُ

وكلَّما صفّقتْ أدركتُ كيف بها
تلوذُ إنْ عطشتْ يومًا مغرّدةُ

أنثى تؤثِّثُ معنى الضوء في لغتي
فأُبصرُ اللهَ أنقى إذ هي الصلةُ

أُحبُّها لوحةً بيضاءَ هادئةً
بالعطرِ والناي إذ يشدو ملوّنةُ

وبالندى بالفراشاتِ التي رقصتْ
على أناملِها السمراء مثقلةُ

وبالعصافيرِ -جلَّ الله- لو نطقتْ
وبالملائكِ إذ تمشي مطوقةُ

فلتقفزي إنهُ ليلٌ يسيلُ على
أصابعي، وبلادٌ فيك مقمرةُ

وبي بلادٌ يعرّي القمحُ غفوتها
إذا استفاقت بجوفِ الحلمِ أرغفةُ

وبي من النخل ما يُدني إلى شفتي
تمرَ المواويلِ حينَ الحزنُ يلتفتُ

أنا وأنت وناعورٌ يدورُ بنا
في جدولٍ لم تزل تغتالُهُ جهةُ

كأنَّ كلَّ نبيٍ جاءَ يسحبُنا
من الغياهبِ لم تسعفْهُ منسأةُ

ولم يجدْ آيةً في غارِ حيرتهِ
وحينَ آمنَ لم تحضِنهُ مؤمنةُ

كوني بلادي فلا أمنٌ سواكِ هنا
ولا هواءٌ لمن ضاقت به الرئةُ

ولا أحبّةَ حينَ الليلُ يدهمني
ولا نجومَ بصدرِ اللهِ ملهمةُ

هذي البلادُ رغيفُ الحزنِ سيّدتي
وفي الشفاهِ تجوعُ الآنَ أغنيةُ

لا ذنبَ لي كلَّما غازلتُكِ انتفضتْ
على السطورِ، وقالتْ ثَمَّ مقبرةُ

وثمَّ حلمٌ ضريرٌ فرَّ من يدهِ
عمرٌ يتيمٌ، وأوجاعٌ معتّقةُ

أنا غوايةُ هذا النهرِ فرّقني
على الضفافِ فماتت فيَّ سنبلةُ ......





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.