وفي البدءِ
أوصيكَ بالخاسرين
الذين يرونَ الخسارةَ فنْ

أساتذةِ الوحشةِ المدهشين
احتفاءً بهم موحشُ الليلِ جنْ

شفافيتانِ لهم:
فكرةٌ ولا شيءَ منها على البالِ عنْ

وموتٌ تُصابُ الموسيقى به إذا وترٌ في الكمانِ اطمأنْ

فقلها
مُضاءً بأسبابهم:
إذا لستَ لي يا أسى فلمنْ؟

ودّق بنقصك أبوابَهم
كما دقّ بابَ الحقيقةِ
ظنْ

هم الآن في غربتيْهم
ملوكُ الصدام مع الواقعِ الممتهنْ

يشذون
عن كل ما يُحتذى
يشكون
في كل ما يُؤتمنْ

ويا كم تضيقُ المنافي بهم
وأول هذي المنافي
الوطنْ

صعاليك
لا يأخذون الحياة على محمل الجد حتى وإن...

وليست لهم من عناوينَ
هم رفاقٌ لذئبِ الرحيلِ المسنْ

بهم
لا تشرد إلا ومُدّ
ولا بيتَ في الريحِ إلا سُكِنْ

ستعرفهم من خلال الوجوهِ
الوجوهُ
طقوسُ قبيلةِ جنْ

هم الآن تعويذةٌ يُتقى بها
والذي لم يقلها
لُعنْ

وتنهيدةٌ للقلوبِ النعوشِ
القلوبِ التي نسيت
أن تئنْ

شيوخي وأعرفهم
مرهقون من النوم فوق الوجود الخشنْ

وأهلي
وأعرف قلبي الذي لغير منازلهم لا يحنْ

بميزانهم
-إذ تماما تكون المبالاةُ في اللامبالاة –
زِنْ

وحاول بأعينهم أن ترى
وحاول بأجراسِهم أن ترِنْ

فهم وحدهم
من بأخطائهم
مؤرخُ أخطائِهم قد فُتِنْ