//إلى 600 ألف رجل وامرأة وطفل فلسطيني، الذين عاشوا في لبنان من 1948-1983//

لم أكن أعلم ولم يخبرني أحد
وما الذي كان بإمكاني فعله أو قوله على أية حال؟

قالوا بأنكم أطلقتم النار على سفير لندن
وعندما ظهرت الحقيقة
قالوا: وماذا في ذلك
قالوا بأنكم قصفتم قراهم الشمالية
وعندما أظهر تقرير قوات الأمم المتحدة عدم صحّة ذلك
لأنكم التزمتم بجانبكم من وقف إطلاق النار لأكثر من عام
قالوا: وماذا في ذلك
قالوا بأنهم أرادو ببساطة مدّ منطقة عازلة ل25 ميلاً
ثم نهبوا مصادر مياهكم، كهربائكم
مستشفياتكم، مدارسكم، طرقكم الرئيسية والفرعية
طوال الطريق شمالا إلى بيروت لأنهم ظنّوا
بأن هذه هي طريقتهم في طلب السلام
فجّروا منازلكم، ودمّروا محلّات البقالة،
وأعاقوا عمل الصليب الأحمر، وأخذوا الأطباء
للسجن، ورموا البنات والأولاد بالقنابل العنقودية
فتورمت أجسامهم بالبنفسجي والأسود
وتضخم حجمها لضعف الحجم الطبيعي
وسلخوا جلد رضيع عمره 4 أشهر
ثم قالوا بأن هذا إنجاز هائل للعبقرية العسكرية
وقالوا أن هذا تمَّ وفق حق الدفاع عن النفس
قالوا هذا هو أنبل مفهوم للبشرية
وذلك واضح وجلي
قالوا شيئاً عن عدم القيام بذلك مرة أخرى
ثم جعلوا قرابة مليون إنسان مشرّداً دون مأوى
في أقل من 3 أسابيع، وقتلوا وشوّهوا
40 ألف من رجالكم ونسائكم وأطفالكم

ولكنني لم أكن أعلم ولم يخبرني أحد
وما الذي كان بإمكاني فعله أو قوله على أية حال؟
قالوا بأنهم ضحايا.
قالوا بأنكم عرب.
سمّوا بيوتكم وحدائقكم بمعاقل القردة.
سمّوا الدمار الصارخ الذي صنعوه بالعصف المأكول.
ثم أخبروكم أن تغادروا، ألم يفعلوا؟
ألم تقرأوا المنشورات التي ألقوها
من طائراتهم النفاثة العابرة كلمح البصر؟
لقد أخبروكم أن تغادروا.
135 ألف فلسطيني في بيروت
ولم تلحظوا الإشارة؟
غادروا!
هناك البحر المتوسط:
يمكنكم أن تمشوا على المياه وتبقوا هناك.
ما المشكلة في ذلك؟

لم أكن أعلم ولم يخبرني أحد
وما الذي كان بإمكاني فعله أو قوله على أية حال؟

نعم، إنني أعلم بأن المال الذي جنيته كشاعرة
هو الذي دفع ثمن القنابل والطائرات والمدرعات
التي استخدمت لتذبح عائلاتكم

ولكنني لستُ شخصاً شريراً
وأبناء بلدي ليسوا بذلك السوء

لا يمكنك توقّع الكثير منا
نحن الذين علينا أن ندفع الضرائب
وأن نشاهد التلفاز الأمريكي

هل فهمت ما أقصد؛

أنا آسفة.
أنا جداً آسفة.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ حسن حسن)

---