لماذا أخذت أمي ياالله

[كُنْتُ أسرِقُ الطّباشير من عريفِ الصّفْ]

مُذ أُصِبتُ بغيابك

وأنا طفلٌ

بغيابك تكاثر الموت

[رِسالةً صغيرة إلى أُمّي]

في كُلّ رسالةٍ أُرسِلُها

لماذا تُصدِّقُ الأحلام يا أبي؟

[باتَ قلبي كَعجوزٍ أعمى]

هذا الحزن

أحلُمُ بِبُطءٍ

صخرة سيزيف

لم تعثر

[يا إلهي بيتُنا مائل]

أنا وحيد

أُمّي البسيطة

[لم نَعُدْ بِحاجةٍ إلى بذورٍ وشتلاتْ]

بابُ بيتي

[المدفأةُ الوحيدة الّتي كانت]

[لم أخجل يوماً من أبي]

كُنتُ أسرق الأزهار

حينَ يحني الليلُ قامته

[كانت أُمّي تُرتِّبُ قلبه]

درج الهواء

كانت العصافير

الرسالة التي كتبها لي أبي

[هذا الصَّباح ماتَ الوطن]

كعادتها

لم أعد أخشى الحزن

منذُ ثلاثينَ عاماً

[قلبي الذي يَبيعُ المناديلَ]

أبكي كثيراً

الكنزة الزّرقاء

عند مقبرة الفقراء

نوافذ الغربة

في كُلّ مرّة

أزرعك في دمي

[كانَ البابُ مفتوحاً على مصراعيه]

الأطفال في الحي

نحلمُ دائماً

زهرة

حقول قلبي

فقدتُ يديّ في الحرب

أكثرُ من مئة شهيد

وأنا أطوي نفسي

لأنّكِ لستِ هُنا

ماتَ هذا الصباح

يوماً ما

تخوم اليأس

قتلتُ كُلّ القصائد

ضيفٌ أنا

[في هذا السَّديمِ الموحِل]

وفاة الضوء

الحذاء

حقيبتي المدرسيّة

تركتُ قلبي مفتوحاً

[الجُبنْ الذي أرسلتِهِ لي]

الطّفل

مِثلَ

لستُ بشاعر

لستُ أنا