ما تساقط من قارورة الشّعر - هندة محمد | القصيدة.كوم

شاعرةٌ تونسيّةٌ (1980-) الرومنسيّةُ تسقي قصيدتها بماء العذوبة.


301 | 0 | 0 | 0



‏ما تساقطَ من قارورةِ الشعر

كم عمرُهُ الآن ..
قلبٌ لا رحيقَ له
أنْ أغرقَ الأرضَ في قارورةِ الشعرِ

ومدَّ جسراً إلى غرقاهُ ..
يوصلُهم إلى موانئَ لم تعرِفْ سوى الهجرِ

وكانَ حِضناً ..
يلمُّ الليلَ أشرعةً
للتاركين خطاهم في دمِ النهرِ

المتعبين ..
شواطيهم على عطشٍ
وفي الجهاتِ تناسوا رعشةَ القطرِش
تشيخُ فيهمْ نهاياتٌ مؤجّلةٌ
مذْ أوقدوا الماءَ في تعويذةِ الصّبرِ

همُ المرايا لكلِّ العادياتِ ــ سدى ـــ
يرمينَ أحلامَ "هانيبالَ" في الجمرِ

لا الريحُ تخطفُهم ..
لا البرقُ يجرحُهم ..
وقد تعالوا دراويشاً على الكسرِ

كم عمرُهُ الآن ؟
لا تاريخَ في لغةٍ
قد علّمتْنا نواري سوأةَ الحبرِ

نحن اللغاتُ جميعاً ! في تلفّتنا
قد تكبرُ الآهُ أو تنساقُ للكفرِ

وقد
نصيرُ على أوراقِ معجمِهمْ
كالـ «غافقيِّ» يربّي رايةَ النصرِ

العابرون
على اطرافِ أضلعِهِم
قد لقّنونا بأنّ المجدَ للصّفرِ

هم يكبرون
بلا صوتٍ يراودُنا ..
حتّى نصلّي لنبضِ الله في السرِّ

كم عمره الآن ؟
قلبٌ سارَ معجزةً
على خطى النّارِ اذ تسري بلا عذرِ

كم علّموه بأنّ الغيمَ ذاكرةٌ
لكلِّ حقلٍ تعافى من رؤى العطرِ

وكم تعرّى سوادُ الظنِ في غدهمْ
اذ قطّفونا من الاوطانِ كالزّهرِ

كم عمرُهُ الآن؟
قلبٌ في تفتتهِ قد آثر الصمتَ خوفاً من يدِ النثرِ

سنينُهُ السمرُ
ناياتٌ معطلةٌ عن الغناءِ بلا ترنيمةِ الفجرِ ..

له القصائدُ تسري كي تُعيدَ له
ما ضاعَ من عمرِهِ المأسورِ بالشعرِ ..

هل يشتهي الآن
طعمَ اللوزِ في لغةٍ من التناهيدِ
لو نرميه بالجمرِ

أو يشتهينا ..
كما الآهاتِ في مدنٍ
لن تحني الرأسَ لو جرَّتْ إلى البئرِ




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)