نوستالجيا للزّمنِ القادم - إيمان عبد الهادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ أردنيّةٌ. تحمل الدكتوراة في النقد. لها لغةٌ صوفيّةٌ قلَّ مثيلُها في الشعر النسوي.


733 | 0 | 0 | 0



.
آهِ يا حُلْمُ...
يا جَسداً مُظلِماً فوقَ نَومي
يا ظلالاً نباتيّةً تتّسلّقُ أنشودَةَ القارّْ
فينزلِقُ الفُلُّ واللبلابُ، ويسقُطُ عن وجهِكَ النّبويِّ الخِمارْ!
يا سواراً على مِعصمِ الإنتظارْ!
يا جِدارْ
.
لماذا تُديرُ لنا ظَهركَ الهشَّ
أم هو مكرُ المجازْ؟
وعيناكَ نافذتانِ لحسنِ طُليطِلةٍ، وبُكاؤُكَ مئذنةٌ في الحِجازْ
وتعقِدُ كفّيكَ، حتّى كأنَّ قضيّتنا، كان ينقُصُها عُقدةٌ يا صديقَ انفراجِ الرّؤى
وانفتاح الحدودِ أمامَ الجوازْ!
: جوازِ السّفرْ
....
مُظلِماً كبلادٍ مُهندَمةٍ، وَعِراً كالقمَرْ
ومُضاءً كأسنِمةِ البُختِ فوقَ جِبالِ الغَجرْ
.
وكفّاكَ فارِغتانِ: ألا تحمِلُ السّيفْ؟
ألا تّتقي منجنيقَ العدوِّ بكفّيكَ؟!
أخرِجْهُما من عراءِ النَّوى خلفَ ظَهرِكَ، أشرعهما مثلَ "فارس" في وجهِ دبابةِ الخَوفْ
واملَأ جيوبَ السُّدى بالحِجارةْ
ليجريَ نهرُ دَمٍ تحتَ أقدامِ "سيّدةِ الضِّفتينِ": السّفارةْ!
وأخرِجْ "هداياكَ" بيضاءَ من غيرِ سوءْ
آيةً للجوءْ
ألا تحمِلُ السّيفْ؟
"إنَّ سيفاً أتاني من الخلفِ، سوفَ يجيئكَ من ألفِ خلفْ"!
.
تعالَ
كما أنتَ مُحتَجِباً، شائِكاً، ومريرا
توقّفَ عُمرُكَ عندَ أصابِعِ "ناجي"
ولسنا -كما أنتَ تعرِفُ- نبرَعُ في غيرِ هذا السّلامِ الغَبيِّ، فلا في الحِسابِ، ولا في الأحاجي
وما زلتَ تكبُرُ، حتّى وُلِدتَ كبيرا!
تعالَ
لقد تَعِبَ الوردُ في الحقلِ يا حنظلةْ
نكونُ إذن أو نكونُ:
وتلكَ هيَ المسألةْ.





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.