أصعد الدرج - إيهاب خليفة | القصيدة.كوم

شاعر مصري، كان نبيلاً في جمله الشعرية الرشيقة وفى قضاياه التى يتبناها وفى انحيازاته وانتماءاته (1972-2021)


539 | 5 | 0 | 1



أصعدُ بي
أمْ أصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنَّ درجًا يصعدُ بي
مُنذ كمْ
وأنا أصعَدُ الدَّرَج
أحصِي سلالِمَ،
وأصْعَدُ الدَّرَج

أسنِدُ علي كلِّ سُلمَةٍ رئتيَّ،
أمسحُ بخِرقةٍ باليةٍ روحِي.
أجراسٌ،
وكوالينُ في بَيَاتِهَا الشتويِّ،
وأنا
أصعَدُ
الدَّرَج

أصوَاتٌ تربِّتُ علي خيالاتٍ،
ألتفِتُ ولا أحدَ،
وأنا أصعدُ
الدَّرَجْ.

رأيْتُ اغتيالاتٍ لشموس ٍ،
وأقواسَ قزحَ،
تسقط ُ كقطرةِ عرقٍ،
علي جبين فراشةٍ ميِّتةٍ،
وأنا
أصعدُ
الدَّرَجْ.

عَرَفتُ اسْمِي
وأنا أصعدُ الدَّرَجْ
نَسِيتُ اسْمِي
وأنا أصعدُ الدَّرَجْ
مزقتُ حَدَائِقَ عُمْري
حين رأيتُ رُوحًا لي
لا تكلمني
في مَسَاءِ الدَّرَجْ
قفزْتُ وغنيتُ عاطفيةً
حينَ تجلتْ لي شفتانِ
في غرَام ِالدَّرَجْ

عند سلمة ٍغادرْتُ سِيَاطَ أمٍّ،
في سلمةٍ أخرى
دفنتُ دُعاباتِ أب،
وظللتُ أولولُ في خِضمِّ الدَّرَجْ

عَشرُ سَلالِمَ
بِعَشرةِ رفاق
وأنا
أشهَقُ
الدَّرَجْ

كمَنْ نامَ علي يدِهِ وخزٌ
كمَنْ في فمِهِ مصَّاصة ٌأبدِيَّة مِنَ الألم.
كمَنْ يتلقى نيزكا في وجهِهِ
كمَنْ يدُهُ مَرْبُوطة ٌفي هاويةٍ
كمَنْ يَخِيطونَ قلبَهُ على ضحِكٍ ليسَ مُمْكِنا
كمَنْ تذكرَ مِظلَّتهُ النجاةِ بَعْدَ أنْ قفز
كمَنْ صَارَحَتهُ صَاعِقةٌ بمَوَدَّتِهَا
كمَنْ أطلقوا عَلي سَهْوِهِ رَصَاصَة
كمَنْ يَعْترفُ لهُ بُرْكانٌ بِقسْوَتِهِ
كمَنْ يَنشُرُونَ صَمْتَهُ أمَامَ عَيْنيْهِ
كمَنْ أجْبَرَتهُ بَعُوضة عَلى حَرْق جلدِهِ
كمَنْ يُريدُ سَحْبَ هُويَّتهِ مِنْ تحْتِ فِيل ٍمُتسَلِّطٍ
كمَنْ يزحَفُ عَلى بَطنِهِ مِنْ أوَّل المَجَرَّةِ إلى آخرها
كمَنْ دَاسَ عَلى لغم وَأدْرَكْ
طولَ العُمْرِ نحَذرُ
مِنْ نِدَاءَاتٍ تتسَرَّبُ مِنْ تحْتِ جلدِنا،
مِنْ أنْ نكونَ مَشاجبَ لِصِبْيةِ الزوَايَا،
مِنَ المُرُورِ عَلى المَقابرِ ليلا،
حَتى لا نرَى بَشرًا بِأرجُلِ دَوَابٍّ،
مِنْ عُبُورِ رَدْهَةٍ
دُونَ التفاتتيْن

أصعدُ بي
أمْ أصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنَّ درجًا يصعدُ بي
أمْ أنَّ لا شيءَ يصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنني لا أصعدُ
أمْ أنهُ لا درجْ

وقالَ لِيَ الدَّرَجُ:
"لِمَ دَخلتَ أصْلا؟!"

قالَ لي:
"الخارجُ والدَّاخِلُ سَوَاءٌ"

قالَ لي:
"مَعْنى أنْ تضغط الجَرَسَ أنكَ غريبٌ"

قالَ لي:
"لا تظنّ السَّطحَ خاتِمَةً"

قالَ لي:
"عِندَ كلِّ طابق مَهْزلةٌ"

قالَ لي:
"مَنْ ليْسَ مَعَهُ مِفتاحٌ أبْلهُ"

قالَ لي:
"فقدَ ذاتهُ مَنْ بدَّلَ مَفاتِيحَهُ"

قالَ لي:
"أخرَقُ مَنْ ظنَّ أنَّ لدَيْهِ مِفتاحًا"

قالَ لي:
"ليْسَ كلُّ بَابٍ تدْخلُهُ"

قالَ لي:
"كلُّ مِفتاح سُلطةٌ"

قالَ لي:
"كلُّ المفاتيح تتبدَّلُ"

قالَ لي:
"لسْتَ آمِنا يَا مَنْ وقفتَ في الدَّرَج"

قالَ لي:
"لا تتردَّدْ في اقتِحَام أيِّ بَابٍ"





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: