الابتداء: الختام - عبد الودود سيف | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وباحث يمني من رواد الأدب الحديث، ترأس العديد من الصحف والمجلات الأدبية (1946-)


317 | 0 | 0 | 0




(إليّ مثخناً بانتهاكات الحلم.. ونزيف المراثي)

لكأن بعضَ الحلم ظنٌ. أو كأن الغيمَ أسماءٌ
لأحلامٍ:
تجيء إليك واضحةً.. بشكل القلب، أو أشهى.
وأنت كمن يعاودُ سيرةً. ولبثتَ تكتمها
فعدتَ مشتتاً بالشكِ،
تقنص منك ماينأى
وترتقُ فيك مايبلى.
وأنتَ مبددٌ
بين القصيدةِ حين يحجبها القميصُ عن الغمامِ،
وبين قلبكَ.. حين يلبسهُ الغمامْ.
فتجيء لاشفعاً.. ولا وترا.
كأن الغيمَ فضَّةُ بدئك الأولى
وخاتَمُك الزجاجْ.
وهواكَ: أولُ ريشِ طيرٍ حائمٍ في الأفقِ
أو هذا الغمام المستريحُ كنبتةٍ
من فوق تل القلبِ،
مرتبكاً تجيء إليكَ في نايٍ
وريحُك لاتخيّم في مدى.
ومداكَ أضيقُ من قصيدتك الأخيرة
أو أشد مضاضةً.. من حبِّ كل الأصدقاءْ.
لكأنه التعب الأخير يجيء مستوفى
إليكَ. وما سها:
أحلى.
فغض الطرفَ إنك من هديلٍ. أو شذى.
واصعدْ.. لأول مايحدُّك من مُدَى.
وأصعد.. كأنكَ لاترى أحداً.
وباقي القلب صاريةٌ بكفكَ، والأسى مرسى
وقلْ: إن الذي كانَ، انتهى
- قبل ابتدائك- والذي
يمشي إليك الآن،
يأخذُ في يديكَ إليكَ، من بدءٍ
وترجع واحدا.
(ذهب الذين تحبهم.. )
وبقيتَ مثلَ الخيط ترتقُ فيك مايبلى.
وأنت كمنْ يخطُّ بخاتم في الطينٍ
أو يبني بأعقاب الرمادِ أهلّةُ
متنكرٌ في زيِّ مبهوتِ:
تصدّقُ؟ أم تصدّقُ؟ والبكاء..
نهاية الحلم الزلال وقبّةُ التعب الأجاجْ.
قلْ أنتَ أوضحَ هكذا!
قبلَ البكاء بغيمةٍ
بعد الغمام بمديةٍ
وهواك خاتمةٌ. فمن أين أبتدأتَ.. فثمّ وجه غمامةٍ تُتْلى
وطلعُ قصيدةٍ أخرى.
إذن سأقول: إن الغيم أول ماأرى
والغيمُ آخر ماأرى
وأنا كمن آتي، فأرسمُ بالغمام أسرّةً
وأخيطُ من ريشِ الغمامِ وسائدا.

يا أيها المَلَكُ المشرّدُ في هواي المستباح
وفي نثار أهلّتي القتلى
أعرني إذْ رجعتُ إليكَ اسماً آخرا
قلْ: إن بعض الحبِّ ظنٌ.. والصدى
رنٌ لأول قُبلةٍ في الصوت.. لكني اتسعتُ
كجرةٍ.
ورجعتُ لا ماءً.. ولا رملا.



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: