تَغريبَةٌ .. أو أكثَر - وسام العاني | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب ومهندس عراقي (1975-)


295 | 0 | 0 | 0




نَسيرُ وفي كَفِّ الغيابِ دَفاترُ
يُسجِّلُنا مَنفى ويَشطُبُ آخَرُ

سقَطْنا مِنَ الفردوسِ ساعةَ خيبةٍ
وآدمُنا شيخٌ كبيرٌ وحائرُ

فَما عُلِّمَ الأسماءَ حينَ حَنينهِ
وليس على عُرْي المواويلِ ساترُ

سقَطْنا ورمحُ الموتِ يشحَذُ نصلَهُ
وأعمارُنا ظبيٌ مِن الرمحِ نافرُ

لَنا في الرُّؤى العَطشى تآويلُ غيمةٍ
وإحساسُ نهرٍ أنكَرتْهُ البَيادرُ

لَنا شهقةُ الشمعِ المُضيءِ وجسمُهُ
على رأسهِ المُبتَلِّ بالنارِ، صابرُ

لَنا غربةُ الأبصارِ حينَ تخونُها
يَدُ الضوءِ، والليلُ المُلبَّدُ ساخرُ

وفي سَلّةِ الأحلامِ يحتَطِبُ الأَسى
بَساتينَ وهْمٍ صادَقتْها المَعاصرُ

تُرَوّي فَمَ الأيامِ من خمرِ دمعِنا
ومِن كلّ حربٍ حانةٌ تتَكاثرُ

كَسَا الفقدُ جدرانَ المدائنِ وحشةً
وللتيهِ في جلدِ الدروبِ أظافرُ

لأوطانِنا جرحٌ يبلّلُ غيمَها
فمِن أيِّ أوطانِ السماءِ نُحاذرُ؟

وهَلْ يا تُرى الأوطانُ تغفرُ بُعدَنا
وقد صدّرتْنا للمنافي الخناجرُ!

مُضاعونَ نقضي رحلةَ الطينِ غربةً
بِزنزانةِ الأجسادِ لكن نُكابرُ

ولا يَذكُرُ الناعورُ كم عَبَّ كفُّهُ
مِنَ العمْرِ، تاهتْ بالحسابِ الدفاترُ

نُفتّشُ جيبَ الوقتِ عن نهْرِ حكمةٍ
نَشيخُ وطفلُ البدءِ في الشَكِّ غائرُ

وَفي غربةِ المعنى يُواري انْهزامَه
فلَمْ يَبْقَ من أرضِ القصائدِ شاغرُ

ويضحَكُ مِنّا كُلّما قَلَّ عمْرُهُ
يَذّكِّرُنا أَنّا قَريباً نُغادرُ

لِذا آنَ أنْ نُخفي بريدَ دموعِنا
فإنّ رهانَ العمْرِ بالدمعِ خاسرُ

ستُخفي يَدانا الآنَ ناياتِ جرحِهِ
لِكَيلا يَرى نزفَ المَواويلِ شاعرُ

نَعودُ، بِما يَبقى مِن الوقتِ، نحوَنا
إذا ظَلَّ وقتٌ، في يَدِ الموتِ، آخَرُ






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)