بابٌ إلَـيّ - وسام العاني | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب ومهندس عراقي (1975-)


303 | 0 | 0 | 0





لمّا بِبابِكَ
دون أشرعةٍ
ولا مرسى ... وقفتُ
ما كان من بحرٍ سوايَ
ولا ضفافَ لِذا غَرِقتُ

ورأيتُ وجهَكَ
في ضياءِ الماءِ يعبرُ
لستَ طيناً مثلنا
فخَلعتُ ثوبَ الطينِ مثلكَ وانْكشفتُ

وسمعتُ من طفلِ الحقيقةِ صرخةً
ضغطتْ أصابعَ رعشَتي
أدركتُ أني حينها ... يا موتُ ... مِتُّ

ورأيتُ وجهي في رُكامِ العمرِ مُلقىً
عارياً من كل لونٍ
دونما شفتينِ ... والأيامُ صمتُ
ورأيتُ طفلاً
في يديهِ قصيدةٌ خضراءُ
يزرعُها بقاعِ البئرِ
يضحكُ من صنيعيَ أنْ كبَرتُ

ورأيتُ نهراً ذابلاً
يُخفي دموعَ الماءِ تحت ثيابِهِ
كصنيعِ أُمي حين تَبكي ... فاسْتحَيتُ

ورأيتُ دكاناً
يسيلُ الضوءُ من جدرانِهِ
وأَبي يُسددُ عمرَهُ ثمَناً لما كنتُ اشْتريتُ

ورأيتُ أن العابرينَ بصفحتي
وأنا ألمُّ وجوهَهم
ليسوا سوى الحبرِ الذي منهُ انْكتَبتُ

ورأيتُ وهماً نائياً
كالملحِ تجمعُهُ يَدي
ووراءَها مِسحاةُ خيباتٍ تُبعثرُ ما جمعتُ
ورأيتُ أني في يَدٍ بيضاءَ
كالرملِ المُبللِ بالخَطايا
والحقيقةُ فيَّ تعصفُ فانْتثرتُ

أدركتُ أنْ لا شيءَ في رأسي
سوى أسماءَ ذابلةٍ على شجرِ الحنينِ
ودمعةٍ منها سَقطتُ

أدركتُ أني
فكرةٌ
مَرتْ ببالِ الليلِ ذاتَ غوايةٍ
أنْ يطعنَ الصبحَ النَبيَّ ... وقد فعلتُ!

طينٌ
توَهمَ وهْوَ يغسلُ جلدَهُ
في بِركةِ الطعَناتِ وجهَ مُحاربٍ
أنا في الحقيقةِ قد هُزمتُ

كنتُ اقْتراحاً
تستَسيغُ قبيلتي طعَناتِهِ
فازوا كثيراً من دمايَ
وكلما فازوا خَسِرتُ

أَسرفتُ في حزني
وعَلّمتُ القصائدَ كيف تبكي مثلنا
وبِها اقْترفتُ من المواجعِ ما اقْترفتُ

ومَشيتُ نحو الضوءِ ألفَ مَدينةٍ
ونَزفتُ آلافَ الخُطى
ووجدتُ أني في النهايةِ ما مَشيتُ

ووجدتُ أني في قطارِ الخوفِ
محضُ بضاعةٍ مزجاةَ
ترفضُها محطاتُ الأمانِ ... لِذا نزَلتُ

ما عادَ يُغري
لا يَدُ امْرأةٍ تُلَوّحُ
لا انْتظارُ قصيدةٍ
إني بكل الشعرِ والشُعَرا كفَرتُ

وارْتحتُ من عبءِ المسافاتِ اللعينةِ
تاركاً في الأرضِ أمتعَتي
وجئتُ بمفردي
ها قد وصَلتُ

ها قد تَفلّتَ آدمي
من سجنِهِ الطينيِّ
مُنسربا إلى الأعلى
وصاحَ بوجهِ أحزاني: نجَوتُ




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)