إسْتراحَةُ مُقاتل - وسام العاني | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب ومهندس عراقي (1975-)


416 | 0 | 0 | 0




يا ذكرياتُ هَلُمّي هَدّنا الوجَعُ
مازال في مَوقدِ النِسيانِ مُتّسَعُ

باقٍ مِن الوقتِ ما يكفي لأغنيةٍ
تُعيدُ في شُرفةِ الفِردوسِ مَن وقَعوا

هذا (الوباءُ) صديقي كنتُ أرقبُهُ
فلا تَخافي تَعالي فيهِ نجتمعُ

نُعيدُ فيهِ حسابَ الموتِ ثانيةً
خسائرُ الموتِ خوفاً سوف ترتفعُ

بعضُ القَناعاتِ أحياناً تُرمّمُنا
فلَيتَنا مَرّةً بالموتِ نَقتنعُ

أُريدُ أنْ أوقِفَ الساعاتِ في جسَدي
فعَقربُ الوقتِ في أجسادِنا جَشِعُ

ويا قصائدَ طيني يا نخيلَ دَمي
أريدُ نهراً إذا غنّيتُ يستمعُ

لكي يَرى الماءُ وجهي دون أقنعةٍ
وكي أراني، فكَم أخفانِيَ الجَزَعُ

تُفاحةٌ عُمريَ المقطوفُ ما نَضِجَتْ
إلا وفيها سهامُ الموتِ تَقترعُ


أنا بَقيّةُ سِكينٍ بِكَفِّ أبي
وإخوَتي في بَقايا الدَمِّ تَصطرعُ

لا يعلمُ الذئبُ ما ذنبُ الصغيرِ ولا
يدري الصغيرُ بما في شاتِهِ صَنعوا

وآدمُ الآخَرُ المنفيُّ في جسَدي
يصيحُ بي شامتاً: ما عادَ يتّسِعُ

سَجنتَ في فكرةٍ ظلماءَ أجنحتي
ما كنتَ عن سقفِها إنْ طِرتَ ترتفعُ

وخارجَ الطينِ كان النّايُ مُندلعاً
ياما نَصحتُكَ مثلَ النّايِ نندلعُ

وظلَّ يسخرُ من خوفي وكان إذا
مِتْنا سَوياً يصيحُ الآنَ نرتفعُ

وكان يكرهُ لونَ الدمعِ فوق يَدي
يقولُ لو غيرَ هذا الدمعِ نخترعُ

لو أنّنا نعصرُ الأشعارَ في دمِنا
فرُبما فرحةٌ من عينِنا تقَعُ

أو غيمةٌ في بلادِ القحطِ، مُزهرةً
نهراً وسيماً، به الأحزانُ تنقشعُ

أو ضحكةٌ تحرُثُ الأحداقَ في وطَنٍ
الفقدُ والشُهَدا في جفنِهِ انْزرَعوا

ما كانَ مِن آدَمٍ في الأرضِ يَفهمُهُ
فَقِلّةٌ مثلُهُ مِن طينِهم طلَعوا

الأمنياتُ بحارٌ صادقتْ دمَهُ
لكنْ سفينتَهُ رُبّانُها وَرِعُ

والصاعدونَ بلا أسماءَ أرهقَهم
ذُلُّ انْتظارِ العَصا، والبحرُ يرتفعُ

تحتاجُ أنْ تضربَ الشطآنَ ثانيةً
أصيحُ، والموجُ يَعلو، وهْوَ يستمعُ

يقولُ لي ضاحكاً: لا موتَ يوجعُهم
لو في الحياةِ إلى (فِردوسِهم) رجَعوا





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: