يعيدُ صياغة حروفه
يبدأُ متنُ الخروج واضحاً
قبيلةٌ من عشاق/ بعضُ سلالة الوجدِ الأول
طابورُ دراويش/ مجاذيبُ خَلوة الوادي
سقفٌ من مُرابطين
طريقٌ لوادي الكَلام
وفقطْ..

حتى يهيج،
تضلُّ الحروفُ في فراغ المكان
تذهب/ لا تعود
تعاينُ سُرعتها/ رجع الصدى
تأخذُ الوقتَ كله،
تكتشف أن النظرية صحيحة:
كلُّ الأجسام تمتص الصوت
جسدٌ غيرنا، يمنحُ المكانَ اخْتراقه
يمنحُ المكان امتِدَاد الضَّياع/ فلا صَدى..

خَلانَا..
كلُّ الأمكنةِ تحتَشد..

وحدهُ الهتاف صوتي الذي أرِيد
وحدَها، تستطيعُ خلق طقسٍ باهت
القصيدةُ التي تبدو عصية
تستحقُ أيضاً،
مكاناً بحجم جلوسنا،
ومقعداً للشيطان..

الفراغ..
مكانٌ ضائِع..

الفاصلةُ أيضاً نوعٌ مِن حِياد
الحياد حالة من رضا
الرضا جزء من قناعة
القناعةُ صلاةٌ لمَّا تأت بعد..

في فترةٍ مَّا
تثبت كلُّ أبْعادِنا
البعد الرابع
وحيداً من يكمل الرحلة..

أحبُّ عنونةَ الأماكنِ بأسمائي،
في الطاولةِ الأخيرة، أجدُ المدينة باسمي..

الصورة..
وحدها قادرةٌ على حبسِنا في أبعادها الأرْبعة..

القلبُ يحفظُ كل أمكنـتها
الذاكرة تستحضرُ الرائحة
المكانُ يبدأ بالتشكلِ حالما أقبضُ عيني
الجسدُ يستسلم سريعاً
حالةٌ مكانية تسمى النوم..

البعيد
مكانٌ بارد..

الموسيقى مكانٌ في الأذن
وهو بُعدٌ يصلُ حتى نهايةِ القاعة
الموسيقَى احتشاد
صوتها أيضاً مكانٌ في الأُذن
لكأن تداخلاً مّا جعل الموسيقى تقف احتراماً لصاحبة الجلالة..

المليكة..
مكانٌ يعني الحفاوة
وحضورُ أكثر الأماكن هدوءً
عندما أدخُل/ كالعادة
تضيع الحروف في مساحة ابتسامة ترتسم بهدوء أيضاً..

المتن..
سكنُ الكلماتِ، يشكلُها كيف يشاء..

الحروفُ تكرهُ الفراغ،
والصمتُ يقتلها
والبياضُ يكشف بسهولة عجْزَها عن الظهور
الحروفُ تحتاج اسمها بدون فراغ
وأماكن ضيقة
وبياضٌ أقلْ..

البياض
مكان بلا عنوان..

القصيدةُ أيضاً تكره الفراغ
الشاعرُ يحتاج بعضاً منهُ ليكتب..

الحبر الأسود، نوعٌ من حشدْ
وانتِشار
الحبر الأسود، منشورٌ معلنٌ ضدَّ البياض
البياض فراغ لوني
واللون صرخةُ الرفض.

الرسام
هو أيضاً يكره الفراغ..

الراوي
أمهرُ من يشغلُ الأمكِنة

النساء أمهرُ من يئدُ الفراغ
النساء يكْسبْن كل الأبعاد
إلا الرابع/ لا يحملن الكثير من المودة لأينشتاين..

النساءُ حضور
الحضور، يعني وجود
الوجود نوعٌ من فلسفة الأمكنة
الأمكنة بلا فلسفة امتداد..

القريب
مكان دافئ..

القريب
مساحة بمعنى اللقاء..

مكان + مكان = مكانُ كبير
مكان كبير،
إما ضيق أم رحب
أنت من يحدد،
ضيقٌ أم رحب
إذن،
أنت إما ضيقٌ أم رحب..

أرسمُ خطاً
أعيّنٌ مستوى التقاءٍ افتراضيْ
أسدد حرفاً هنا
أبني ممالك من غاياتٍ تزلُّ عن ممالكِ الغايات
أفتح مشاربَ لأفواه الارتواء
أشكل المشهد كما أريد أن أُشكل مكاناً..

المكان
فراغ بلغة أخرى..

الحجم حيزٌ من فراغ
الفراغ، بلغة أخرى مكان
يعني
الحجم حيزٌ من مكان
كلنا نشغل جزءً من هذا المكان الكبير
نعير السمع لقصص جداتنا
نحسب الأحجام التي بادت،
ومن سيأتي
أهتف قبل أن أنام:
- كم كبيرٌ العالم يا جدتي!!!..

لا فراغ
لا مكان
لا مكان.. عدم
الصفر، يحقق هذه المعادلة..

الجغرافيا، تحاول تحديد المكان
ومنحه عناوين ضخمة
إنها حتى تفشل في رسم حدودنا..

النـاس ذاتهم
ليس الشرط، أن يكون الشرط
المكان مخـتلف..

الحروفُ أيضاً
لها أشياءها غير المعلنة
كـاللغة الرسمية
كـكاف الخِضاب
كَـفَاء شفتيك..

حالة من غيب
ومَـدٌّ من حنطة،
هذا الملتـف حولي، الصّاعد
مباشرةً
بنصف فاكهة الأرض
بنصف ماء الأرض
بكلِّ الصباح
حالة أنتِ..

عند مبتدأ خطيفةٍ سكنت
وزَرَعتْ خمسي في حمرتها
سرتُ قريباً من بهجة اللون
من لون الخضرة
وانضباط الستائر
قريباً أكثر من مغامرة النـزع
مفازة البياض
قريباً من قلبي،
من صورتي، مبتسم
قريباً من صوتي، آخر الأمكنة..

ترتد ذراعي إليَّ
الأمكنة أكثر رحابة
أسحبُ وجهكِ على عجل
أعين نقاط المسير ناحية الشمال
الأمكنة أكثر من أن يرسمها وجهك
يبدو ضيقاً في حدوده
وواسعاً في علامات الترقي عند طرفيه..

المكان الرحب،
ليس بالضرورة الأكثر اتساعاً
عيناكِ مثلاً..

أنتِ مثلاً،
باتساع الأماكن التي أزورها
وبحجم ما أحفظ في معجم البدن
وما أضبط حال الوقوع..

وأنت مثلاً،
بكل هذا الضيق الذي يحجز المفازات ..