كتلةٌ منْ ظلام - طه الصياد | القصيدة.كوم

شاعر مصري (1992-)


216 | 0 | 0 | 0



هلْ أنا رجلٌ ميتٌ أمْ حزينٌ فقطْ؟!
هلْ بلغتُ الثلاثينَ محضَ غلطْ؟!
قبضُ ريحٍ حياتي وما عملتْهُ يدي قبضُ ريٍح
وما أشتهي أنْ أقولَ شططْ
جوهرٌ عرضٌ وكلامٌ لغطْ!
قشرةٌ ما أرى أوْ عمىً خالصٌ
نقطةٌ منْ سوادٍ كباقي النقطْ
قشرةٌ كلّ شيءٍ وسيانِ أنْ يهرَمَ الحيوانُ وأنْ يُعْتَبَطْ!
*
ما أنا خبطَ عشواءَ أو حزمةً من خططْ
ما حياتي ملآنةً كالحياةْ
ما حياتي فارغةً مثلَ برميلِ نفطْ
ما بكائي على طللٍ كعواءِ الذئابِ ولا كمواءِ القططْ
كالفريسةِ في شركٍ- لا رضًا أو سخطْ!
كالضحيةِ تحملُ وزرَ الجناةْ!
*
لا ضغينةَ- إنكمُ أصدقائي وكلكمُ طيبٌ وحزينٌ...
وأغفرُ لي ما غفرتُ لكمْ:
حاجتي أنْ أكونَ كغيري منَ الناسِ لا النسرَ أعلى جبلْ/
شهوةَ الحيوانِ إلى جسدٍ منْ كثيرِ دمٍ وقليلِ عسلْ/
رغبتي في الولادةِ منْ سرةِ الشمسِ، ذاتَ صباحٍ ككلِّ الصباحاتِ، أوضحَ منْ صورتي وأقلْ!
(كيفَ أغفرُ لي كلّ هذا الزللْ؟!)
*
إنها ذروةُ اليأسِ...
آملُ أنْ أبلغَ الآن ذروةَ يأسي
وأغفرُ لي ما غفرتُ لكمْ
(كيف أغفرُ لي كلّ هذا الأملْ؟!)
*
لا ضغينةَ- إنكمُ أصدقائي وكلكمُ طيبٌ وحزينٌ...
ولكنّ مسألتي أنكمْ نمطٌ ساقطٌ في نمطْ
لا ضغينةَ- إنّ الحياةَ لقطْ...
لم أمدّ يدًا، فانهبوا حصتي منْ بساتينِ أمي!
*
أقولُ قليلَ الكلامِ وأمضي، خفيفَ الخطى، نحوَ موتي
حياتي تسيرُ على قدمينِ وساقٍ إلى الموتِ...
لي آيةٌ أنْ أكلمَ نفسي كمنْ مسّهُ عارضٌ منْ جنونٍ
ولي آيةٌ أنْ أسيرَ على الأرضِ لا الماءِ
لا عرشَ تحتي ولا تاجَ في مفرقي
لا أساطيرَ حولي ولا صولجانَ بقبضةِ كفي
ومملكتي منْ دخانٍ ككلِّ الدخانْ!
(كيفَ أغفرُ لي أنْ أكونَ هنا الآنْ؟!)
*
إنَّ ما أنا فيه كثيرٌ على بشرٍ أو حجرْ...
(كيفَ أغفرُ لي كلّ هذا الضجرْ؟!)

إنهُ أولُ الانتحارِ...
أقولُ: «إذنْ، لا مفرْ!»
*
مثلَ دودةِ قزٍّ، بهذي الأصابعِ، أغزلُ شرنقةً من ألمْ
هلْ أنا كتلةٌ منْ ظلامٍ تذوبُ إذا حفرتهْا يدٌ منْ عدمْ؟!
هلْ أنا كتلةٌ منْ ندمْ؟!
كلّ ما عشتُ ليسَ سوى سأمٍ في سأمْ!






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)