لأنهم أبناؤهُ - محمد أبو العزايم | القصيدة.كوم

شاعر مصري اختار الشعر الحر طريقة، والحرية الشاعرة طريقاً


220 | 0 | 0 | 0




كان الوباءُ مِنْجَلًا ،
وكان فَلاحون مزروعون في القُرىٰ وفي النجوعِ والكُفورْ.
يَستمطِرونَ - إن تأخَّرتْ عليهِم السماءُ - بالنُّذورْ!
يستولِدونَ - إن تكاسَلَتْ عن المخاضِ أرحامُ النِّساءِ - بالنُّذورْ !
ويطلبون الرزقَ والعمرَ الطويلَ والعريسَ للبناتِ والحليبَ في الضُّروعِ والنٍّماءَ للزروعِ والشِّفاءَ للمريضِ..بالنُّذورْْ!
وبالخِيَاطٍ يثْقُبونَ أعيُنَ الحُسَّادِ في وُرَيْقَةٍ كهيئةِ العروسِ يَحرِقونها على مباخرٍ يضيعُ قِرْشُهمْ بِها كما يضوعُ مِن دُخانها البخورْ.
وكانَ حاملُ الوباءِ ،
كانَ سارقُ النُّذورِ ،
كانَ بائعُ البخورْ
شيخًا ضريرًا في القُرى يمشي مُناديًا بصوتهِ الجهورْ
أنْ "حِتَّةٌ "بِخمسةٍ تكفيكَ كي تُعطَى حجابًا يدفعُ الوباءَ عنكَ ، عن حَليلَةٍ لديكَ ، عن بُنَيَّةٍ ، وعن وَليدِكَ الصّغيرْ.
وَيبرِئُ العَيَّانَ كي يقومَ مِن مقامِهِ كأنَّما -مِن قَبْلِهِا- لم يعرف الأسقامَ قَطّْ.
وفجأةً..سَقَطْ.
وانفَرَجَتْ أصابعٌ أثيمةٌ فسالَ مِنها ما بكَفِّهِ عَلَقْ.
مِنْ سَعْيِ مَنْ رَمَوا بِكفِّهِ الخبيثِ ما رَمَوهُ مِن لآلئِ العَرَقْ.
وانتَثَرَتْ على الطريقْ الأَحجِبهْ
وانفرطَتْ تَمائمُ الضَّريرِ كِلمةً فَكِلمةً ، وطاشت الحروفُ في الهواءِ أغْرِبهْ
تَلوحُ مِن حينٍ لحينٍ في الأُفُقْ
ومالَ خَدُّهُ على التُّرابِ ، مالَ مالَ والتصَقْ.
في حَشرجاتِ الموتِ ودَّ لو نطَقْ
أرادَ أن يقولَها :
"إِنَّ الُّذينَ يَأْكُلُونَ أْمـْ ..... / لكنهُ نَفَقْ!"
لكي يموتَ غيرَ صادقٍ ، وكي يقولَ مُرجِفونَ فاسدونَ كاذبونَ : إنَّهُ صَدَقْ !
وحينما عَلا النَّعيقُ حولَ قبرِهِ الْـ " مُبارَكِ " ابتَنىٰ عليهِ مسجدًا هُناكَ تابعونَ لَهْ !
لأنهم أبناؤهُ.. أبناءُ تلكَ المهزلهْ.




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)