شاعر مصري اختار الشعر الحر طريقة، والحرية الشاعرة طريقاً
248 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة " من أوراق الغياب" لـ "محمد أبو العزايم"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة " من أوراق الغياب" لـ "محمد أبو العزايم"
من أوراق الغياب 0
مشاركة القصيدة
(1)
يحدثُ أنْ يا أيها النيلُ السعيدْ
إذا مررْتُ ساعةَ الأصيلِ بالكورنيشِ في ازدحامِه بباعةِ الورودْ
وبالمصورينَ يرصُدونَ لحظةَ التقاءِ عاشقَينِ ،
أو عناقَ صاحبٍ وصاحبٍ ودودْ
أو كفَّ بنتٍ تستعيدُ شعرها الذي يُطيِّرُ الهواءُ ،
إذ تطيرُ خُصلةٌ _ لِلَحظةٍ_
وخصلةٌ تَحطُّ لَحظةً على مرافئ الخدودْ
فيما تبيعُها فتاةُ الوردِ آخرَ اثنتينِ ،
وهْيَ في سعادةٍ تصيحُ : هكذا جَبَرْنا
ثم تعبرُ الطريقَ لانتظار الباصِ وهْيَ تحسِبُ النقودْ
وإذ يمرُّ مُبطئًا تنطُّ فيهِ وهْو عُلبةٌ منَ الحديدِ ،
لا كرسيَّ فيها شاغرٌ ،
وليسَ في بالِ الفتاةِ غيرُ حُلمٍ بالقعودْ !
مشوارُنا بعيييييدْ
يقولها للبنتِ كُمسريُّ هذا الباصِ في ابتسامةٍ رقيقةٍ،
مغادرًا كرسيَّهُ
كي تجلِسَ البنتُ التي _ صغيرةً_ تعلَّمتْ معنى الصمودْ
والعائدونَ من معاركِ الرغيفِ مِثلَها
رغم امتلاءِ الباصِ آخذونَ في الصعودِ..
آخذونَ في الصعودْ
كأنما _ والباصُ آلةٌ_ همُ الوَقودْ
والنازلونَ في المَحطاتِ استعادوا _ بُرهةً_ أجسادَهم
قبلَ انصهارِ الجسمِ في الباص الجديدْ
جَهدٌ جهيدْ
لكنهم بين الصعودِ والهبوطِ ،
والهبوطِ والصعودِ هم أصابعُ البيانو
يعزفونَ لحنَ عُلبةِ الحديدْ
والمِلحُ في أحداقِ ملحِ الأرضِ
هل يُنبيكَ إلا عن عُذوبةٍ تُطِلُّ من ملوحةِ النشيدْ؟!
وإنني .. يا نيلُ يا مُرادفَ الخلودْ
والشعرُ عني غائبٌ رأيتُ كلَّ ما رأيتُ،
غير أنني عجزتُ أن أرى على تخوم ضفةٍ قريبةٍ ،
وفي ربوعِ مَشتلٍ وَلودْ
شُجيرةَ الوردِ التي تبكي بنيها
بعدما داست بنيها في انفضاضِ سامرِ الكورنيشِ أقدامُ الحُشودْ.
(2)
يحدثُ أن_ يا شعرُ_ لو أقلَّني
قطارُكَ الذي ألِفتُ فيه جِلستي مُمدَّدَ الخيالِ
في مقاعدِ الشجنْ
جِوارَ شباكٍ أُطلُّ عَبرَهُ إلى الذي
لم تحتملهُ عن كواهل الحقولِ الخُضرِ
أكتافُ الوطنْ
ومُصغيًا للعجَلاتِ وهْيَ في صَلصَلةٍ مَعيبةٍ
تُحاولُ اقتباسَ إيقاعِ الزمنْ
أنْ يستحيلَ الوقتُ
عُملةَ الذين يدفعونَ للمسافةِ الثمنْ
ونحنُ - رُكابَ القطارِ- مَن نكونُ؟ مَنْ
إلَّا بَنو التساؤلاتِ والطريقِ والمِحنْ
ونحنُ أصدقاءُ قضبانِ القطاراتِ الحيارى- مِثلَها-
نمتدُّ -تحتَ العابرين- سِكَّةً.. يُصلصلونَ همْ ،
ونحنُ - في سكوتنا- نئنّْ
حتى نُظَنَّ ميتينَ..أو كأننا نَظُنّْ.
(3)
يحدثُ أن يَمُدَّ طائرٌ لطائرٍ جناحَهُ يدا
يقولُ : حلِّقْ فالفضاءُ للجناحِ ، والجناحُ للفضاءِ
ما بقينا أبدا
يُجيبهُ : يا صاحِ لم أطوِ الجناحَ -إذ طويتُ- عامدا
ولا حبستُ ريشَهُ مخاصِمًا ، أو يائسًا ، أو زاهدا
لكنها مأساةُ طائرٍ ..
رأى جناحَهُ حُرًّا ، وذلكَ الفضاءَ حولَهُ مُقيَّدا
فآثرَ السكونَ ريثما يُحرِّرُ الفضاءُ نفسَهُ
أو يستحيل ذلك السكونُ سرمدا !
(4)
يحدثُ يا رفيقَةَ الغناءِ أن
يُعَكِّرَ الهواءُ صوتي عندما يرتدُّ عائدًا لأُذْنيَّ الصدى
فأوثر السكوتَ ريثما يُطهِّرُ الهواءُ نفسهُ..
أو يستحيل ذلك السكوت يا صديقتي مؤبَّدا.
(5)
يحدثُ أن
يا أيها النومُ الفجائيُّ الذي يعتادُني
حينًا فحينًا - لو أتيتَني تزورْ_
يغارُ نَجمٌ زائفُ الضياءِ
من شعاع نورٍ إذ يمرُّ عبر شباكي الصغيرْ
حتى إذا أتى الصباحُ..
قال مصباحي الذي غفوت في المساء عن إطفائهِ
وقد تحَشرجَ الضياءُ في زجاجهِ الكسيرْ
وإذ يسيلُ النورُ منهُ قطرةً خرساءَ
إثرَ قطرةٍ خرساءَ في النزعِ الأخيرْ :
لم أنتقصْ من ضوئهِ قطميرْ !
لكنها الأنا .. لكنهُ الغرورْ
وذاتُهُ التي تضخَّمتْ ، وغَيبةُ الضميرْ
وهاجسُ الغيابِ في حضورهِ المُلَفَّقِ الفقيرْ
لو كان فيه النورُ أصلًا ثابتًا
ما ساءَ هذا النجمَ أن يمرَّ من نوافذٍ ليست لهُ
إلى الحياةِ خيطُ نورْ !
(6)
يحدثُ أنْ إذا أويتُ _ يا حبيبتي_
إلى فراشيَ السَّهرانِ،
شاخصًا لسقفِ غُربتي الجَهومِ ،
ساهمًا.. مُسَهَّدَ الجفون
والشعرُ عني غائبٌ ،
وغائبٌ عن وجنتَيَّ -إذ تقاسيانِ ساخنَ الدموعِ-
بردُ كَفِّك الحنونْ
أن أُشعِلَ الخيالَ في فَتيلِ فكرةٍ
لكي يُعِدَّ ضوءُها على الجدار موضعًا
لظِلنا معًا ،
وعندها تنامُ حَيرتي لساعةٍ..
وترتخي العيون.
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)