شاعر مصري اختار الشعر الحر طريقة، والحرية الشاعرة طريقاً
195 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "الإسكافي الأخضر" لـ "محمد أبو العزايم"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "الإسكافي الأخضر" لـ "محمد أبو العزايم"
الإسكافي الأخضر 0
مشاركة القصيدة
فى ظلِّ جدارِ المسجدِ
مُستنِدًا لجدار المسجدِ يَجلِسُ كُلَّ أحدْ
كي بعقدَ تِلكَ الهُدنةَ بين نِعالِ الفلاحينَ
وبين مشاويرِ الفلاحينَ إلى الحقلِ ، الجامعِ ، سوقِ القريةِ ، مشفى البندرِ ، أو مركزِ شُرطتهِ جَرَّاءَ بلاغٍ قدّمَهُ أحدُ الخفراءِ بأنَّ فُلانًا زرعَ القمحَ ، ولم يزرع ذاتَ المحصولِ الواردَ في أصلِ جداوِلِهم
اللعنةُ يا كلَّ الخُفراء !
فى القريةِ يبدو الفرقُ ضئيلًا بينِ حقولِ الفلاحينَ وبينَ منازلِهِم
مِنديلُ غداءْ..
مِن فرعِ الشجرةِ يتدلّى ، وجِرارُ الماء.
والجدُّ السابعُ مثلَ الجد الرابعِ مثلَ الأوّلِ..
مثلَ الأبناءِ وأبناءِ الأبناءْ..
رجلٌ ترسو قدماهُ على حجرٍ مزروعٍ فى جسر التُّرعةِ
يتوضّأُ إن يَحِن الفرضْ.
ويصلي حيثُ الصفصافةُ - مِن عُمرِ الجدّ السابعِ مثلًا-
تبسُطُ ظِلّا فوق مصلًّى مفروشٍ بالقشْ
ومرايا الشمسِ ، مرايا الماءِ .. مرايا الأرضْ..
في صدقٍ تعكسُ صُورَ الأشياءِ بلا زورٍ أو غِشّْ.
في القريةِ أنفارُ التّرحيلةِ يبتسمونَ..
بياضُ القُطنِ،وسُمرَتُهُم..وغناءٌ يهزِمُ شِقوَتَهُم..
ورضًا بالحالِ فلا تدري : مُلّاكٌ هُم، أم هُم أُجَراءْ.
في القريةِ لا غُرَباءْ.
في القريةِ يقتسمونَ نسيمَ الصبحِ ويقتسمونَ الأنداءْ
في القريةِ يقتسمونَ رغيفَ الخبزِ، الملحَ ..
ويقتسمونَ الماءْ
ماءَ الشُّربِ ، وماءَ السَّقْىِ ،
وماءَ العينِ إذا حملوا واحدَهمْ للجبَانةِ
إذْ لا ضحكةَ تعلو فى شرقِ القريةِ
لو في غربِ القريةِ كانَ هُنالكَ ثَمّ بكاءْ.
فى القريةِ يَقتَسمونَ زغاريدُ الفرحةِ ، حِنّاءُ العُرسِ ،
ولونُ الحِناءْ.
فى القريةِ كُتّابٌ يتعّلّمُ فيه الصِّبيةُ عُشرَ القرآنِ على أقصى تقديرْ
وقشورَ قُشورٍ من أحكامِ اللغةِ ومن كتبِ التفسيرْ.
وحَكايا عن إخوةِ يوسفَ مثلًا..والبيرْ
وحواديتَ صِغارٍ يرويها الصّبيةُ عن جَدَاتِ القريةِ ، وأساطيرْ
إلّا أَنْ يَنبُغَ مِنهم عصفورٌ .. فيطيرْ
تجذبهُ الكتُبُ ، الآفاقُ ، التّجرِبَةُ ، المدُنُ الكُبرى..
لتكونَ حياةٌ أخرى..وتجدَّ مشاويرْ.
كي يحلُمَ بالثورةِ..بالتغييرْ
أوْ يُدرِكَ أنّ مساكينَ الأرضِ ينالونَ الجنَةَ
إنْ وُضِعَ الميزانُ وحوسبَ أهلُ الأرضِ جميعًا قبلَ سواهُم
بسنينَ ذواتِ عَدَدْ
يتذكّرُ هذا الجالسَ مُستندًا لجدار المسجدِ كلّ أحدْ
كي يعقدَ تلك الهُدنةَ بين نعالِ الفلاحينَ وبين مشاوير الفلاحينْ
لكنّ المشهدَ لم يعُد المشهدْ..
ومرايا الأرضِ..مرايا الشمسِ..مرايا الماءْ
لا تكذبُ أبدًا إذ تشهدْ.
هل صرتَ غريبًا في القريةِ يا قبرَ أبى؟
هل صرتُ غريبًا حينَ أزورُ على استحياءْ؟
أم كنّا في القريةِ - إذْ كُنّا- نحنُ الغرَباءْ
فى أرضِ النّشأةِ.. والمَولِدْ.
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)