قَمَرٌ وَاحِدٌ لِشَبَابِيَكَ كَثِيْرَة - حكمت حسن جمعة | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1980-) يمنحُ القصيدةَ عكّازتين لتتّكئَ عليه.


263 | 0 | 0 | 0




مِنْ نَوَافِذَ مُشْرَعَةٍ
فِيْ مَدِيْنَةِ أَحْلَامِنَا . .
يَتَسَلَّلُ لِصَّاً ظَرِيْفَاً مِنَ الضَّوْءِ . .
يَكْسِرُ عَتْمَةَ مَا فِي القُلُوْبِ الحَزِيْنَةِ
يُوْلَدُ مِنْ فِضَّةٍ
لِيُعَزِّزَ مَا قَالَهُ الأَقْدَمُوْنَ
عَنِ الحُسْنِ :
(( يَظْهَرُ عَبْرَ التَّنَاقُضِ
مَا بَيْنَ ضِدَّيْنِ )) . . .
يُدْعَى : (( القَمَرْ ))
يَتَرَبَّعُ وَسْطَ السَّمَاءِ
رَسُوْلاً مِنَ النُّوْرِ
يَرْصِدُ عَاشِقَةً
آَخِرَ اللَّيْلِ
وَهْيَ تَبُوْحُ بِأَنْفَاسِهَا لِلسَّحَرْ
قِيْلَ : (( يَكْبُرُ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ ))
كَحُزْنِ المُفَارِقِ
حَتَّىْ إِذَا انْتَصَفَ الشَّهْرُ
يَبْزُغُ . . . مُكْتَمِلاً
مُسْتَدِيْرَاً . . .
وَقَدْ شَاخَ
(( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبَاً )) . . .
يَعُدُّ لَيَالِيَهُ
فِي انْحِدَارِ المُحَاقِ
يُهَدْهِدُهُ المَوْتُ . . .
يَبْلَعُهُ الحُوْتُ . . .
مِلْءَ الخُرَافَةِ
وَهْوَ يُقَدِّرُهُ فِيْ مَنَازِلَ
يَرْتَدُّ عُرْجُوْنَ نَخْلٍ . . .
لِيَسْقُطَ فِيْ البَحْرِ . . .
يَغْرَقُ . . .
وَالبَحْرُ . . .
يَرْتَكِبُ المَدَّ . . . وَالجَزْرَ . . .
يَرْتَكِبُ العَاشِقُونَ السَّهَرْ . .
يَتَسَكَّعُ
عَبْرَ البُرُوْج
. . . لِيَرْسُمَ وَشْمَ تَفَاصِيْلِ أَقْدَارِنَا
صُوَرَاً . . . صُوَرَاً . .
تَسْتَحِيْلُ . . وَقَائِعَ تَتْلُو
وَقَائِعَ سَوْفَ نُعَايِشُهَا . . .
رغم أنف القَدَرْ
***
كُنْتُ أَسْأَلُ
فِيْ لَهْفَةِ الطِّفْلِ . .
يَا أَبَتِيْ !! . . .
كَيْفَ يُمْكِنُهُ
. . . أَنْ يَكُوْنَ هُنَا ؟! . .
. . . وَهُنَالِكَ ؟! . .
فَوْقَ سُطُوْحِ الدِّيارْ . . .
فِيْ حَدِيْقَةِ مَنْزِلِ جَدِّيَ
. . . فِي الرِّيْفِ
. . . عَبْرَ مَتَاهِ الأَزِقَّةِ
. . . في الحَارَةِ الأَثَرِيَّةِ
. . . عَبْرَ انْكِسَارِ الشُّعَاعِ
لِنَافِذَةٍ فِيْ قِطَارْ . . .
لَمْ يُجِبْنَيْ أَبِيْ
وَأَشَاحَ النَّظَرْ . . .
***
نَبَتَ الشَّارِبَانِ . . .
عَلَتْ قَامَتِيْ . . .
أَتُرَى ؟! . . .
صِرْتُ أَقْرَبَ مِنْهُ ؟!. .
لِأُوْغِلَ مُسْتَكْشِفَاً . .
. . . كُلَّ أَسْرَارِهِ الآسِرَةْ
كُلَّمَا خُضْتُ فِيْهِ التَّأَمُّلَ
يُؤْسِفُنِيْ أَنْ أَعُوْدَ إِلى نُقْطَةِ البَدْءِ
مِنْ دُوْنِ أَنْ أُغْلِقَ الدَّائِرَةْ
ضِقْتُ ذَرْعَاً
فَسَيِّدُنَا الشَّيْخُ
أَخْبَرَنِيْ
أَنَّ هَذِي الأَهِلَّةَ مَحْضُ . . .
(( مَوَاقِيْتَ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ ))
أُسْتَاذَةُ الفَلَكِ . .
اعْتَرَضَتْ
وَارْتَأَتْ أَنَّهُ مَحْضُ جِرْمٍ
يَدُوْرُ مَعَ الأَرْضِ
فِي رِحْلَةِ الأَبَدِيَّةِ
يَسْتَرِقُ النُّوْرَ لَيْلاً مِنَ الشَّمْسِ
خَالَفَهَا شَاعِرٌ رَأْيَهَا
وَادَّعَى أَنَّهُ : (( رَبَّةٌ نَزَلَتْ مِنْ عُرُوْشِ السَّمَوَاتِ
. . . مُنْهَكَةً حَائِرَةْ ))
***
قَمَرٌ وَاحِدٌ
وَا لِقَلْبِيْ
وَقَدْ صِرْتُ . .
أَسْئِلَةً . . .
ذِكْرَيَاتٍ . . .
شَبَابِيْكَ مُشْرَعَةً . . .
يَتَسَلَّلُ مِنِّيْ
لِيَمْلَأَنِيْ بِالغِوَايَةِ . .
أَوْ لِيُؤَجِّجَنِيْ
عَاشِقَاً أَبَدِيَّ السَّفَرْ
قَمَرٌ وَاحِدٌ. . .
وَالشَّبَابِيْكُ . . .
أَكْثَرُ
مِنْ سَاكِنِي الأَرْضِ
لَكِنَّهُ
فِيْكَ يَا وَطَنِيْ
يَتَجَلَّى بِأَحْلَى الصُّوَرْ





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)