أوّل الميّتين كان أجملنا - المولدي فروج | القصيدة.كوم

شاعر وروائي ومسرحي ومترجم تونسي (1955-)


338 | 0 | 0 | 0





لا نستطيع أن نشكر الموت وإن ذهب بعدوّنا.
فالخرفان فقط تفرح بموت الذئب ...
لكنه كلما اختطف منا عزيزا ازدادت حسرتنا
عليه... إليك أيها العزيز شكري بلعيد، قمرا نفتقده
إذا جن الليل على حد قول أبي فراس الحمداني

لذَّةُ المَوْتِ أن نَقْتَفِيهِ فُرَادَى...
أوْمَأ للرُّوحِ أنْ ترْتَدِي ضَوْءَ عُمْره
فارتَدّ منْها الضِّياء
سوّتِ الرُّوحُ أجْنحةَ السّفرِ السّرْمَديِّ
رأيْنا خُطاه تُفتْفِتُ أشْلاءَها
وتشقّ غبارَ المجرّات
و الدّرْبَ
....ينْشقُّ من
.......وقْــْــــ .ـــــــــعِـ .. هـــــــــــــا
رأيْنَاه لمّا
تَسلّقَ أعْلى المَسالِكِ رَكْضًا على الهُدْبِ
حتى.... اسْتوَى
ثمّ سوّى لعَرشِه ممْلكةً
وبنَى خيْمةَ للمُرِيدين
ها قدْ دعَانا فَجئْنا
على قابِ قوْسيْن من رِعْشَةٍ
وانتظَرْنا السِّنينَ
عِجافًا أتتْ ثم مرّتْ
و أعُينُنا تقذفُ الضّوء َ نحْو المَمرّاتِ
.....،....،...،..،. من حيْث ذابتْ خُطاهُ
ولكنَّنا لا نَراهُ
الذي ماتَ أوّلَنا
كان أسْرَعَنا،كان أَشْجَعَنا
كان أجْملَنا

كاد أن يسْتَعيدَ لنا الوَقْتَ من عُمْرنا
.....،....،...،..،.و مَضى
لذّةُ الموْتِ أن نقْتفِيه فُرادى
ونتْركَ للنّادِبين دعاءً
و دمْعًا عليه
كان منُشغِلا بالبِلادِ
و يسْعَى
إلى أن يُخلّد في النّاسِ أحْلامَهم
كان يمْشي ويَرْفلُ في الحُبِّ
مُتّكِئًا باعْتدالٍ
على وتَد الأمُنيات
كان في صخْرةِ العُمْر مجْرى مِياه
وكُنّا الرَّوافدَ للعهْدِ فِيهِ
وكنّا على شَفة الكَهْفِ
كِدْنا نُحبّ البلادَ



لأجْلهِ خوْفين
أو شهْقتَين فقط
بَكيْنا على قدْر هِمَّتنا
و اقْتنعْنا
بأنّا بلا ودَّ نفْنى
وأن الحِكَاية لا تنْطَلي دائما
وأنّ الخُرافَة
لا تُصْلحُ بين الوريدِ ولوْنِ الدّمَاء
تشابَكتِ الأغْنياتُ...
اعْتدلْنا
وسرْنا إلى غَايةٍ ليْتنا لم نَجئْها
رأيْناه في آخرِ الكهْفِ
ينْفُخ في الرّيحِ
حتى تَظلّ شمُوعُه بارِقةً



كان ذاك الفَتيلُ
و كانتْ دِماؤُه زيْتًا
ولكنَّنا لم نزلْ نتَردّد في الكشْفِ
عنْ لوْنِ موْتِهِ
...
........................خوْفًا عليه




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.