إحصائيات تقييم قصيدة "الجَنّة..
" لـ "هاني عبد الجواد"
عدد التقييمات: 1 |
معدل التقييم: 5
5 star
1 (100%)
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "الجَنّة..
" لـ "هاني عبد الجواد"
الجَنّة..
0
مشاركة القصيدة
(الكتابةُ عمّا لا عينٌ رأتْ
مُغلقَةٌ عن الوصول، مفتوحةٌ على التجريب.)
//فيها ما لا عينٌ رأتْ..//
* جميع الكلام في هذا النّص على لسان اللحظة صفر للخلود.
//طوافُ الإفاضةِ لكعبةِ الرؤيا.//
بالّذي لا يُرى..
باسمِهِ المُتَعدّدِ
باسْمِ الّذي باسمِهِ تَتَفتّحُ أسوارُهُ و السُّوَرْ؛
كانَ لا بدَّ للشّعْرِ أنْ يتَطهّرَ مِنْ شهوةِ القولِ
أنْ يترَكَ الصفحَةَ المستحيلةَ بيضاءَ؛
مُحرِمِةً بالسكوتِ طويلاً..
مُحاصرةً بالخدَرْ
كانَ لا بُدَّ قبلَ الدخولِ لفكرَتِها
مِنْ طوافِ الإفاضةِ:
سبعَةَ أكوانَ.. حتّى تذوبَ قوى الجاذبيّةِ في الآدَميِّ
فيَنْفَلِتَ البالُ عَنْ عادَتِهْ
سُلَّماً لولبيّاً
إلى هَرمٍ فالِتٍ في الفراغِ
إلى فلَكٍ دائخٍ غَزَلاً مِغزَليّاً
سماءَ رؤىً فسماءَ رؤىً
سبعةً سبعةً..
حدَّ أنْ يتجرّأَ راكِبُ ماخرةِ الخلقِ
أنْ يصعَدَ السّاريةْ
ويُركِّزَ في غايَتِهْ
ويقولَ: (أرى.)
والطريقُ على نفسِها جاريةْ
واللِحى ناشِفةْ
والرّحى
والرّحى
والرّحى
والرّحى
والرّحى
والرّحى
والرّحى..
هكَذا لِتَمامِ الطّوافْ!
//باب المتعةِ البصرية//
لا تُسمّى السماءُ هناكَ سماءً
ولكنَّها حيِّزٌ مُفرَغٌ بالبياضِ
خُلاصَتُهُ: مَنزِلُ الضَّوءِ!
لا يتأخّرُ عَنْ موعدِهْ
سابقاً كانَ يرجُعُ دوماً لمنزِلِهِ في المساءِ
وها هوَ لَمَّ شُمولَ غَدِهْ
فلذلكَ لا ليلَ فيها
ولا زمنٌ..
أُفقُها دائِرِيٌّ وأبعادُها لا تُعَدُّ
تُعودُ إلى ذاتِها النظراتُ
لذلكَ لا حيِّزٌ للمكانِ
المكانُ الوجودْ
التّماثيلُ تمشي
ومِنْ حَجَرِ السِّحرِ شِيدتْ قصورُ الحواري
الولوجُ يؤدّي إلى حالةٍ خاصّةٍ
لا تُرى
أو تَرى غيرَ ما لا يُرى
والخُروجُ هنا دائِماً نحوَ أُفقٍ جَديدْ
للخُطى ملمَسُ السَّيْرِ فوقَ الحقيقةِ
تلكَ التي لمْ تَكُنْ تُلمَسُ!
والحدائقُ محمولةٌ في غيومِ النّوافِذِ
سابحةٌ في فراغِ التأمّلِ
آهِ يا الأخضرُ السُّنْدُسُ!
للطّبيعةِ أسماؤُها
ما تكنْ فلتكنْ
إنّما ليسَ منها الطّبيعةْ
فاللّغاتُ لِما عرَّفتْ قبلَ هذي خديعةْ
//باب الوصول//
.. ادخلوها..
إليها..
كلُّ ما كانَ مِن طُرِقٍ قبْلَها
كانَ طَرْقاً على بابِها!
مَنْ يُنادي بُحجّابِها
حولَها؟
البصيرةُ تنظُرُ مِنْ سَمِّ مفتاحِها
تفضَحُ النَّقصَ في غصنِ تُفَّاحِها!
إنّها خيمَةُ الواصِلينَ
فلا بعدَها مِنْ سُراةْ
ولا دعوةٌ بالثباتْ
هي آخرُ شكلٍ لهمٍ
يُسَمّى: النّجاةْ.
سَلكوا حضرةً حضرةً..
وهُمُ الآنَ في أوسَعِ الحضَراتْ
فإلى ما إذنْ ستُحالُ القرائِحْ؟
بعدَ حاءِ الجروحِ وباء المذابِحْ؟!
ها هُنا ينتهي الدّورانُ إلى اللانهائِيِّ
فاللانهائيُّ يرتاحُ
ترتاحُ (تنّورةُ) الكّونِ
تفرشُ أسرارَها في الفراغِ تُراباً لأرضِ الحقيقةْ
تضمَحِّلُ العلاماتُ خلفَ سؤالِ الطريقةْ
فالنّقوشُ الّتي تُرجِمَتْ حَيرةً لكلامٍ أقلَّ شروحا
تكَشَّفَتِ الآنَ عَنْ روحِها
وبدا ما وراءِ المعاني صريحا
لا وضوحَ أشدُّ وضوحا
فتأتّي إذنْ يا ألوهة.
الخلودُ الذي عذَّب الآدميّينَ
بحثاً وشكّا
والذي هو أَضحكَ منهم وأبكى
والّذينَ اشتَرواْ لاعتِقاداتِهمْ
مِنْ خَلاصِ الصوامِعِ صَكَّا
يسألونَ: مَنِ الآخرونْ؟
ينظرونَ إلى أسفلِ الإعتقادِ
فلا يجدونَ أحدْ..
ينظرونَ إلى قمَّةِ الإعتقادِ فلا يجدونَ أحدْ..
فَمَنِ الآخرونَ إذنْ.. يسألونْ
أَحَدْ..!
ففي الّلحظَةِ الصّفرِ
في الّلحظةِ النَشْرِ
في اللحظةِ الحَشرِ
يمتَدُّ هذا الفراغُ الكثيفُ لهم
ويقولُ لُهمْ:
تلكَ أعرافُكمْ.. فاصعَدوها
نظرةً نظرةً راوِدوها..!